عدد الابيات : 17
بعيدٌ أنا كالغيبِ والأرضُ أبعدُ
إذا قلتُ: لي موسَى، تقولُ: محمَّد
أطوفُ على أحلامِها شبهَ معدمٍ
فأسقطُ في قبرٍ بلا ماء يُزبدُ
وتذهلُ من صوتِ العصافيرِ في دمِي
إذا قلتُ: أحلامُ المسافاتِ تَشردُ
تريدُ لي الدربَ الطويلَ، وعنَّتي
تريدُ لها عرسًا من النورِ يُعقدُ
بعيدٌ، وهذي الأرض تغزلُ صدرَها
بطعنةِ موسيقى، وللصمتِ موعدُ
كأنَّا تحالفنا على الموتِ، مثلما
تحالفَ معْ أعمى البصيرةِ مقعَدُ
أعاهدُ فيها اللهَ، تكفرُ بالهوى
تعاهدُني، أرتدُّ عنها وأجحدُ
وتفتحُ لي قلبًا، فأغلقُ جبهتي
على صوتِها، والخوفُ لا يتبدَّد
تنيرُ طريقَ الذكريات بنارِها
فتحرقُ تاريخًا من الماء يُعقَدُ
وأكتبُها وحيًا خفيفًا يحيطُ بي
فأفقدُ بالأصداءِ ما ليسَ يُفقد
إذا ركعَتْ منِّي بقيةُ مؤمنٍ
تقومُ كثعبانٍ، وإن قمتُ تسجدُ
وإنْ قلَّبتها الريحُ بين أصابعِي
خرجتُ أنا من قلبِها أتوعَّدُ
كلانا على جرحِ الهويةِ مرغمٌ
يذوقُ احتمالًا كلَّما غابَ يشهدُ
فكيفَ سأحيا مثلما شئتُ سيِّدًا
ملامحُه الطوفانُ والتيهُ موعدُ
عصاهُ اشتعالٌ، والصليبُ دخانه
وإسراؤه سرٌّ إلى الله يصعَد
يضيءُ طريقَ الأغنياتِ بصمتِه
وبالحبِّ من كلِّ النهاياتِ يولدُ
وكيفَ سأبنِي للخليقةِ كوكبًا
محمَّده عيسى ومُوساهُ أحمدُ
11
قصيدة