قَسَنْطِيْنَة، بِلَاْدُ الصُحْبَةِ الأولي، وَبابُ الْعِلْمِ وَالدِّيِنِ. لَهَاْ مَدَدٌ مِنَ الرحمن يَسْرِي فِي شَرَاْيِيْنِى. وفيضٌ من سماءِ النورِ يَحْضِنُ لهفةَ الطينِ. بسرِّ الكافِ والنونِ! قَسَنْطِيْنَة، تُسَاْفِرُ فَي دُمُوْعِ الشَّوقِ، مِنْ عَقْلِي إِلَىْ حِسِّي، وَمِنْ رُوْحِي إِلَىْ نَفْسِي، وَمِنْ جَهْرِي إِلَىْ هَمْسِي، فَتَملِكُ حَاضَرَ الْعُمْرِ وَتَحْفَظُ رَوْنَقَ الْأَمْسِ. قَسَنْطِيْنَة، وَوَجْهُ الْعِزِّ مُلْتَحِفٌ بِبَسْمَةِ أَهْلَهَاْ وَالْحُب. وَطينُ الْكَفِّ مَزْرُوعٌ وَمَوْشُومٌ بِصَبرِ الْقَلْب. فَلَاْ فِي الشَّرْقِ أُغْنِيَةٌ تُعَاْدِلُهَا وَلَاْ فِي الْغَرب. قَسَنْطِيْنَة، لَهَاْ مِن سُنَّةِ الْمُخْتَارِ وَالْاِيْمَانِ تَرْكِيبُ. لَهَا مِنْ شِدَّةِ الأهوالِ ترتيبٌ وَتَرْهِيبُ. وَكُلُّ جُسُورِهَا تُمْسِي تُعَانِقُ لَهْفَةَ الْوِديَانِ بِالأَشْوَاق. وَتَمنَحُ دِفْءَ جَنَّتِهَا لِحُزْنِ الْلَيْلِ وَالْعُشَّاق. وَتَمْزُجُ سِحْرَهَاْ خَمْرَاً، وَتَسْكُبُهُ، بِسَفْحِ الْحُبِّ وَالْوَاْدِي، بِصَوتِ الطَّاْئِرِ الشَّاْدِي، بِشَعرِ حَبِيبَتِي الشَّقْرَا، بِهَذَا الرَّاَئِحِ الْغَاْدِي.. قَسَنْطِيْنَة، مَجَازُ الدَّفْقَةِ الْأُوْلَى، وَمَعْنَى الْعِلِّةِ الْأُوْلَى، وِسِحْرُ الْوَهْلَةِ الْأُوْلَى، وَعِطْرُ وِسَادَتِى الْأُوْلَى، وَآَخِرُ صَحْوَةٍ تَبْقَىْ، وَعُرْوَةُ دِيْنِنَا الْوُثْقَىْ، فَتَهْدِيْنَا بِلَاْ هَادِي، وَتَمْنَحُ يَائِسَ الْأَوْجَاعِ زَنْبَقَةً فَيَصْحُوْ أَلْفُ مِيْلَادِ، قَسَنْطِيْنَة، مُنَى عُمْرِي، وَأَنَّاْتُ الْهَوَى، زَاْدِي، وِلِي أَمَلٌّ لَعَلَّ الله يَحْفَظُهَا وَيُدْنِيْنِي، فَتَفْنَى مُهْجَتِي فِيْهَا وَإِنْ شَاءَت فَتُحْيِيْنِي.
133
قصيدة