سَمِعْتَ طنين الحب بوادي الصمت عندما لسعتْ قلبكَ نحلة مشاكسة فغنت قيثارتك شجرا مورقا وتراقصت فراشة على الأوتار الذهبية ثم نامتْ على كفّ العازفة الشقراء كزهرة كاميليا أسكرها البياض وأنت تتحسس بأصابعكَ الجملة الموسيقية على حبات البيانو الأنيق وتلك النوتة المجنونة تزمجر عطرا شرسا يداعب صمتك المتمرد لتتساقط السماء غجريات وراقصات باليه ساحرات ولتنطلق خيول البراري على دروب الأقحوان المعانق للشمس العذراء والبرتقال المذهَّب والنمل المنتشي بحبات المطر يعزف الساكسفون على أغصان شجرة بلوط عتيقة والأنامل الخرساء تنحت من فضّة الصمت تماثيل الأنين والعبث والجنون حتى كاد الصمت المسحور بوادي الجنيات أن يفك تعاويذه لتصرخ حنجرته الثائرة صرخة موسيقية تنزف عشقا على سُلّم دو الكبير صمت جديد يطل من شرفة عينيك ينطق بالرحيل إلى سفح الجبل الذي يتحسس تعبه على عتبة اخضلّت
بطحالب بحيرة الإوز الأبيض حيث ترقد لعنة الحب التي حوّلت عشاق روما إلى سنونات
تعزف سونات وسيمفونيات فتتلبد السماء بالياسمين المنهمر عطرا شريدا
على عشب الأمنيات وتلك القرية اليتيمة وسط أسوار السنديان تُطلق تنهيدة الانتظار لفرَس محجّلة بالعنفوان لتحمل على صهوة الشوق فتاتك القروية يحتضنها جناحا حمامة وثوبها السماوي يهفهف مع رياح اللهفة باللقاء وغضبكَ الصامت يزجر الرّيح لتتنحى عن طريق البنفسج الخجول نحو التلّ الأخضر نحو القلعة السكرية نحو الشُرفة الملكية التي أقفلها قيصر السادس عشر فبكت دهورا على رحيل الأغنيات هناك ببهو القصر أسرجتَ قناديل السكوت الخجول للشفاه وأسدلتَ ستائر الأرجوان على أريكة الخمائل والشمعدان الفضي ينعس فوق مائدة شهية من الأشواق وفواكه الجنّة وشواء الرومي والبط الجبلي و فوضى أطفال الحواس تصدح في غياب سيدة القصربغناء شجي كلون الضباب كلون أسراب الحمام المنطلقُ من شُرفات الورد ونوافذ الرّخام ويبقى البهو ملجما بخطام الزمان والرّيح تقلب صفحات دفتركَ القديم فوق منضدة تركتَ عليها هيجرموفون عتيق
يصدح بسيمفونية تاريخية ترددها أسطوانات القلوب : بحبك يا حبيبتي " كل العالم سيصبح أخوة "*