الديوان » د. عمرو فرج لطيف » منشورات عاطفية * من ديوان منحوتة إغريقية

في هذا الوقتِ العامِرِ بكُلِّ أنواعِ التحزُّبِ والحِصار

أتمنَّى لو أُرافِقُكِ وحدي دون البشر

وأبني لكِ وللمحبَّةِ مُدنًا جديدةً

ذات طِرازٍ فريدٍ من الدلال

الحبُّ فيها هو القانون

والسماءُ تُمطِرُ حلوى الشغفِ

لتسعدَ بها أطفال ضحكاتي

وتُنبتُ الأرضُ أعوادًا

من صندلِ الذوقِ الرفيع

محاطة بتنهداتِ الصدرِ

وراضية مرضية بكُلِّ أحوالِ القدر.


دعيني

أُغمضُ عينيكِ بقطعة "دانتيل"

 أجتزؤها من بوح قلبي

أتمسَّكُ بخطوطِ الكفِّ 

لأسيرَ بكِ ومعكِ إلى اللا مكان

لنُمزِّق كُلَّ الأوراقِ الرسمية

والصورِ الشخصية

ونشطب تمامًا ما مضى.. فنعود بلا ذاكرةٍ

 وبلا هويَّة

إلى حيث كُل شىءٍ منحوت من تقاطيعِ جسدك

ومُلوًّن برقِّةِ الخدِّين

وبياضِ القلب، وسُمرةِ عينيكِ الواسعتين

إلى حيثُ اللا حد

أيا بدايتى التي لن تنتهي

أوكُلَّما ابتدأتُ فيكِ انتهيتُ إليكِ؟!.


دعينا

نُعيدُ الحنين إلى الذاكرة والوجدانِ والكلمات

ونطمس ما  قيل عن انتهاء زمان الأميرات

ودعيني

أحتسي لديك نبيذ السهدِ

إلى أن أغيب فيكِ

لأفيقَ فأجدك أميرة عمري

تُراقصينني طوالِ الليلِ

ممتزج جلدي بجلدك

غائبة كُلُّ أصابعي من فرطِ انتشائي بغاباتِ الشعر

وحاضرة كل دفقات الروح في دهليزِ الثغر

وأظل هامسا

وباكيا

إلى أن يحين الفجر

فتتفلَّتى منَّى ولا تتركى لى كلمة ولا حتى الحذاء

يا أنتِ،

البعضُ يمرُّ بك ،

لكنني وحدي من مررتُ بكِ وفيكِ ومنكِ وإليكِ.


دعيني

أمسك كفَّ هواكِ

 لأقرأ فيهِ دعاء الوصلِ بأرضِ الحنين

وأقول لكِ ممازحا ومُخادعا

 إنَّ من تُحبِّينه لا يُحبُّك

وإن مجرى النيل الواصل بينكما سيجفُّ عمَّا قريب

فتغتاظين منِّي

وتضربين على كفِّي

فأغيب معكِ بدُنيا الهزل

إلى أن أتلاشى فيكِ

تشرقين فجرا من جانبِ الروح

لتغربي دوما في سويداء القلب.


دعيني

أصنعُ لكِ القهوة على مذهبي 

وأمزجها بشغفِ الرُضاب و"بهيل" الحب

وأُقرِّبُكِ منِّي حدَّ الحضن

وأقرأُ لك الفنجان

فأغيبُ تحت سطوة العينين

وتغيبين إلى حدِّ ضحكة الخجل

فتأخذينه منَّي لتقرأيه عني

وتهمسين بكل "الشقاوة"،كل البراءة:

(بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود)

كم كنت أحلم لو أُرافِقُكِ وأنتِ تنوين الصلاة

وأمسك المِنشَفَةَ إلى أن تُتمي الوضوء

فأمسحَ وجهكِ والكفين

واُرافِقكِ لنسجد سويا للهِ ربِّ العالمين.


لا زال يوجِعني حُبُّكِ حين أتذكَّرُ

لا زال قلبي هناك واقفا على باب العشقِ

فى تلك اللحظة التي باغتتني فيها يد هواك

 لتقطف من عيني تلك الرموش الذابلة

فى تلك اللحظة التي ربتت فيها أصابع ذوقك

على كتفِ ودي وانشغالي

فى تلك اللحظة

التي قلَّمتِ فيها أظافر اليدين

وظلَّ قلبك يرددها

بعدما احتفظ بكل هذا في خزانته السريَّة:

"لا شىء في الدنيا يعادل حُبِّى لك"


في هذه اللحظة بالذات

كم أتمنى لو أمشط لك شعر الدلال

 بأصابع الود

وأعدُّ لك الشعرات البيضاء

وأنفخ بأذن الروح:

"كلما كبرنا سويا.. يكبر حبُّك بداخلى، ويكبر ويكبر"


أبوحُ بسرِّي فى جهرِ تنسُكي بمعابد الحنين

وحول مساراتِ الطوافِ بكعبةِ الهوى

فيُرهِقنى إحساس الفقد 

وكم أتمنَّى أن ألصق جسم اشتعالي

وأرفع يد رجائي

وأحلق رؤوس شكِّي

وأصلب روحي

وأغمس شفاه ودي بهيكل حُبِّك الأسعد.


كم أتمنَّى لو أعود إليكِ طفلا

لا يعرفُ إلاَّكِ

ولا يُنادى إلَّا عليكِ

ويسألكِ عن كل شىء

عن هؤلاء الذين يظهرون فى الرؤى

وعن ذلك الشبح المخيف

وعن حجرةِ الفئرانِ وما بها

وعنكِ أنتِ يا أميرة الأحلام

فتعالي لتسمعي بأمر الموتِ الذي اقترب مني

وأنت لا تدرين

فهل لي أن أعيشكِ قبل أن أموت

وأن أبكيكِ

وأصُرخها:

"كم تمنَّيتُكِ فى زمان التيه والمستحيل"

يا ارتباك شعوري الأول

 ورجفة الحنين

وأمني ومثواي الأخير

"أتيتِ كهدية وذهبتِ كحلم"

 

 

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة