الديوان » د. عمرو فرج لطيف » آخر ما يكتبه السطر * من ديوان منحوتة إغريقية

بعد سماعِ الصوتِ القادمِ من عينيكِ..
وبعد أنينِ الوجعِ النابضِ في جنبيك..
وقبل بزوغِ الشمسِ بروحكِ أو بيديكِ..
وحين سطوعِ القُرب الناعسِ بعد الفجر..
وفور ضياعِ العطرِ الهامسِ ليلةِ قَدْر..
أذكرُ دوماً أنِّى نسيتُ بهذا الوقتِ،
بهذا الكيفِ،
بهذا العُمْر..
أنِّى بُحْتُ بِكُلِّ كلامي؛
لكن دوماً ينسى القلبُ بأن يتركها؛
فوق جبينك تشدو مثل غناء الشعر..
وفوق شفاهك ترقص دوماً كالصوفيِّ بحضرةِ ذِكر..
وفوق عيونِك تمشى زهواً،
تغدو فرحاً،
تهبطُ فيكِ ،
تسكن عندك أعلى الصدر..
نسيتُ أقولُ بأنِّي فيكِ لديكِ مُحبْ،
وأنَّ عيوني تهفو إليكِ
تُغنِّى لديكِ بكلِّ الحُبْ،
وأنَّ الروحَ وكلَّ الجسمِ بكفِّ يديكِ
وكلَّ يقيني ؛
حتى شكوكي؛
ونبض القلب،
نسيتُ أقولُ بأنِّى فيكِ لديكِ مُحِب،
وأنِّى أُحِبْ!
فحين سيأتي ذاك الصوتُ من العينين..
وحين سيوجِعُ نبضكِ قلبي دون الأين وبين البين..
وحين أشمُّ شواء الشمسِ على الكفَّين..
سأرمي نفسي بين يديك،
وأشهد فيك شهادة صدقٍ
أنِّي أُحب!
فلا تعتقدي أنَّ الحبَّ يليه الشعر!
ولا تعتقدي أنَّ الحُبَّ صديقُ الصبر!
فهذا الحُبَّ له أحوال!
وذاك الشوق له أبعاد!
فحين يفيضُ الحبُّ علينا،
تفنى الدمعةُ بالأحداقِ،
ويبقى الصمت..
أُحُّبكِ ،
دوماً أنقشها بظنون الصمت..
وأمنحها من بوحِ شعوري كُلَّ الوقت..
وأعرفُ أنِّى نسيتُ أقولُ:
بأنَّى فيكِ لديكِ مُحبّْ ،
وأنِّى أُحِبْ!
فكوني دوماً مِنسأتي،
أي كوني العودَ،
وكوني السندَ،
وكوني الظهر..
ضُمِّي روحي بين جفونكِ
حين يغيبُ ويفنى العمر..
فأنت الحبُّ،
وبيتُ الشعر..
وأنت نقاطي،
أنت حروفي،
أول ما يهواه القلب
وأخر ما يكتبه السطر!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة