فترقصُ كُلما تسري. وتمتدُّ وينبتُ فوقها شِعرٌ يغازلُ كُلَّ ما فيكِ ، فيجرى القلبُ فى قلقٍ ، يُقبَّل تارةً خدَّاً ، ويرشفُ تارةً شَفَةً ، ويرجعُ لي ،
أرى نفسي ، وما قد جدَّ في حسِّي ، فألقى أنَّني أصبحتُ؛
عيناً ما لها شغلٌ ، ولا وِردٌ ولا عملٌ ، سوى التحديقِ في السرِّ ، ومزجِ الشوقِ بالصبرِ ،
لأجلِ بدائعِ الـ ( أنتِ) .
وحين الليل يأخذُني ، إلى عينيكِ في حُلمي ، وتكبرُ في رُبى صدري من الأشواقِ أشياءٌ ، تثيرُ الخوف في نفسي ، فأجري جرى مذعورٍ لأهلِ الطبِّ في بلدي ، فأرجعُ مثلما رُحتُ بلا هَدىٍّ ولا قبسِ ، ويبقى الشيءُ في صدري يكبرُ كُلما أُمسي ، وبالأسحار يوقِظُني ، يُكسِّرُ كُلَّ أعماقي ، ويمحوني ويشطُرُني ، فأصحو من ضنى نومي ،
ألمُّ حُطام فِكرِ الأمسِ من رأسي ، فأستعلى على يأسي ،
وأحبو نحو من عُرِفَوا بأهلِ العشقِ من بلدي ، فيأخُذُني بشوقِ العاشقِ المَعْنِي ، ويمسح نافرَ الأشواق فى صدري ، ويذرفُ دمعةً ثكلي ، لما قد بان من أمري ، ويقرأُ مثلِ أذكارٍ ، أتاك الحبُّ يا ولدي ، فصرتَ رهين أشواقٍ ، ببحرِ الحُبِّ أعواماً وفى صمْتِك لا تدري ، فلمَّا قال ما قال ، وردَّد ذِكرها عندي ، عرفتُ بأنَّ ما كان من الأشواق في صدري ، فيوضٌ من سنا نورٍ وفكُّ طلاسمِ الـ (أنتِ.(
فيا من لاحت الدنيا بفيض جمال ما فيها ، حلفتُ بأنَّ قلبك لى، وأنَّكِ أنتِ غاليتي ، ولو خُيرتُ في عشقٍ ، لصاح القلبُ يأخذُني لبحرٍ موجُهُ الـ ( أنت) . ففي العينين شاديةً، طيورُ الحبِّ تدعوني ، وفى الأهدابِ لافتةٌ ، عليها البعضُ من صمتي ، ففي محيايَّ إن عشتُ ، وفى قبري إذا مِتُّ ، سأُعطى الحبَّ من حُبَّي ، وأسرى في قلوبِ الناس ، وأنقُشُها على قبرى ، شهيدُ مطالع الـ (أنتِ).
د. عمرو فرج لطيف
طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد