(7)
ومن يحيا بلا حُبٍّ ؛
فَذَا مَيْتٌ بلا مَدَدِ .
ومن مات على حُبٍّ؛
فَذَا حىٌّ إلى الأبدِ.
(8)
يا أيُّها الحبُّ المُعتَّقِ كالنبيذِ على فمى؛
انِّى احتسيتُك؛
كى أُفيق، ولا أُفيق!
وأراهُ ضيَّعنى الطريق!
سكران فى دنيا الهوى؛
ويلذُّ لى نقشُ المشاعرِ فى العيونِ وفى دمى.
فمتى بربِّك يا رفيق؛
تحنو على قلبى وتاسرُ معصمى؟!.
(10)
وهنا على جفن الستائر دمعةٌ ؛
وعلى خريفِ الصمت قد حلَّ الظلام.
وعلى جبين الفقد باتت حِكْمَةٌ ؛
أنَّ الخيانةَ مذهبٌ فى شرعِ أربابِ الكلام.
(11)
وحين لقلبى تجلَّتِ رؤاكِ ؛
أرادت كُفوفى لتكشِفَ عنْكِ ما قد تغطَّى ....
وإن كان ثًغْرُكِ حين الدلالِ تثاءب سُكْراً ؛
فجسمُ اشتعالى وبوحُ انفعالى أراهُ تمطَّى.
(12)
تُنادى لقلبى ،،أموتُ بحُبِّك،،
حدَّ الكلامِ وحدَّ السكوت.
فأخبر فؤادى، إلى كم تُحبُّ؟
فقُلتُ أُحبُّ إلى أن أموت.
(13)
لا أدرى ما سأُسمِّيهِ،
فالقلقُ الأسودُ في رأسي.
والشوقُ تراقص بضلوعي
ويتيهُ اليومُ على الأمسِ.
تسكنني دوماً ضحكتها،
تشعل لي جمراً في حِسِّي.
وتقولُ بأنِّي مَنشؤها،
وسنشربُ من بوح الكأسِ''.
وألمحها دوماً تأتيني،
وتُقبِّلُ عيني وجبينى،
تحكى لي خمسةَ أشياءٍ؛
" اشتقتُ لوجهك يا عُرْسِي..
وحنينكُ دوَّخ أفكاري ،
وبكائي فى الليل المنسى..
وبحارُ جنونِكِ عاتيةٌ ،
وأحبُّكَ أكثر من نفسي "..
(14)
كفكفتُ الجُرحَ بمنديلي ،
ونفضتُ عن القلبِ غُباري .
ومحوتُ الشوقَ بِكَفْيَّ ،
وأخذتُ من اليومِ قراري .
(15)
حِفاظاً وخوفاً على ما تبقَّى ؛
لتبقى الحياةُ ألذُّ وأرقى ؛
لأبقى لديكِ وفيكِ الخَلوق ؛
وتبقينِ أنتِ كما كُنتِ دوماً أعزُّ وأنقى .
ليبقى القرارُ الذى قد تأتَّى أمامِ الجميعِ قراراً لحَمْقى !
(16)
وملامحُ الشجنِ الدفين ؛
باتت تُراقصُ كفَّ أشواكِ الأنين ؛
تُحصى نجوم الاشتياق ؛
وتقدُّ قمصان الفراق؛
من الأسى ؛
وتغلِّف القلب الحزين بناى وَجْدٍ أو أَرَقْ .
وحكايةُ الحُبِّ القديم ؛
يتيمةٌ ،
منبوذةٌ ،
ما بين أروقةِ السطور وبين جُدرانِ الورق .
لا زال نبض الفقد يسعى جاهداً ؛
فى تيه صحراء الضياع ؛
ولاعقاً كَفَّ السراب ؛
مُتمْتِماً ؛
ليعيد أحلام السنين الى الهوى ؛
كم كنت أطمح أن أغيب بصُلبِ وصْلِكِ لحظةً ؛
ليطيب لى ما بين نَهْديكِ الغرق.
(18)
وأرى بأنَّ العُمر أفْلَتَ من يدى ؛
وبأنَّ حظِّى من هواكِ كما الهواء .
(19)
تلك الخطاوى التى كانت تُقرِّبُنى ؛
هى الطريقُ التى باتت تواسينى.
(21)
ومُعربداً بين الضلوعِ أراهُ قلبى،
لا زال ينتهجُ الوفاء..
لا زال يحلم باللقاء..
وهناك بالأفقِ البعيد غمامةٌ،
تبدى معالمها " نعم"؛
مليون هيت لنقترب،
وسرابُ ظمآنِ الحروفِ مع الوداع ،
لا زال يلعقُ كفَّ خُذلانِ الضياع،
ويكبل الشجن الدفين بألف " لا"
(23)
يا قلبُ إن زَحَفَ المشيبُ مُسلِّما؛
وأشار نحوك بالظنونِ وبالجدل.
فانهض وبادر بالمحاسنِ كُلَّما؛
لاحت طيوفُ الحبِّ فى جوِّ الأمل.
(24)
فى كُلِّ لحظةٍ؛
أراقبُ ساعتى،
وأتمنى عليها الأمانى..
وأُنشدُ مبحوحاً ؛
نزف قصيدتى؛
فيلدغنى عقرب الثوانى..
(25)
إذا ما دعانى حنينى اليكِ ؛
تُلبِّى ضلوعى بشوقٍ نداكِ.
وإن غبت عنى بدنيا الصدودِ؛
فلا تحسبى انَّنى لا أراكِ.
ففى كل شىءٍ أرى منك شيئاً،
وفى كل معنى تجلَّت رؤاكِ.
د. عمرو فرج لطيف
طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد