عدد الابيات : 18
شَعبانُ أَقْبَل فاسْتَهَلَّ مُكبِّرا،
وأتى بِكُلِّ الخير فيه مُصوَّرا.
وتطلَّع الرحمنُ نحو عباده،
ومحا كتاب السيئات وما جرى.
غفر الإلهُ ذنوبَهم؛ إلَّا المُشاحنَ
والذى لَعَنَ العبادَ وَكَفَّرا .
شعبان أقبل بالعطايا فاستقم،
أقم الصلاة ولا تكن مستهترا.
انهض وبادر بالمحاسن واغتنم،
واسكب دموعك صائماً مستغفرا.
في ليلةِ النصفِ المباركِ قدرها،
كاد النبي بأن يضيق ويضجرا!
وَتَقَلَّبَ الوجهُ المُعظَّمُ في السما،
الله أكبر ما أجل وأطهرا!
متبتلاً لله يدعو راجياً،
نادى فلبَّاه الكريم بـ (قد نرى).
أن ولِّ وجهك شَطْرَهَا، أي حيثما
كنتم فولُّوا نحوها أمِّ القُرَى.
فجَمَعت بين القبلتين كرامةً،
وغدا لسانُ الكائناتِ مُخبِّرا.
شعبان بالبشري أتي مُتهلَّلاً،
وبمولد السبط الحسين تعطَّرا.
فهو الكريمُ مُنسَّبٌ لطهارةٍ،
قبسٌ يضيء المشرقين مُنوَّرا.
يشكو الظما مُتصبِّراً، حتَّى سقاه
المصطفى ماءً زُلالاً كوثرا.
صلَّى الإلهُ على النبيِّ المُجْتَبى،
عددَ الكواكبِ والنجوم وأكثرا.
صلَّي الإلهُ على النبيِّ وآله،
ما لاح برقٌ في السماءِ وأسفرا.
صلَّي الإلهُ على النبيِّ وصحبه،
ما كرَّ صبحٌ في الدجى وتكوَّرا.
والله أُشْهِدُ والملائكَ أنَّهُ:
ما كان حُبُّكُمُ حديثاً يُفْتَرى!
133
قصيدة