الديوان » العصر العباسي » خالد الكاتب » أثاب وأقصر عن جهله

عدد الابيات : 43

طباعة

أثابَ وأقصرَ عن جهلهِ

وعرَّى المَطيَّةَ من رَحلهِ

وألبسَهُ الشيبُ ثوبَ النهى

وذادَ الغوانِيَ عن وَصلهِ

وما سرَّهُنَّ بخور العذا

رِ منهُ حتى المطا كهلهِ

وكانَ الشبابُ له صاحباً

على جدِّهِ وعلى هَزلهِ

فَعاصاهُ حينَ أطاعَ المَشي

بَ وأضحى الصبا ليس من أهلهِ

وأعدى الزمانُ بهِ صرفه

كما كانَ يحطِبُ في حبلهِ

وبدلَ من حالهِ حالةً

تليهِ ومن كانَ من قبلهِ

كذاكَ الفتَى وكَذا العاذِلا

تُ ترحضُ قادمَتي نعلهِ

وأيُّ أخي عسرةٍ أوغنىً

طواهُ الجديدُ فلم يَبلهِ

سَيبلى الجديدُ ويَبلى البلي

ويذهبُ ما كانَ من نسلهِ

أقلِّي ملامك إِنِّي امرؤٌ

حريبٌ معَ الدمعِ في سبلهِ

وعِشتُ بِحالينِ في كرِّه

على خصبهِ وعلى محلهِ

وذقت بكفي في حالتي

من صابهِ وجنى نحلهِ

فلم أكتئِب عندَ وَعثائهِ

ولم أمرحِ العيشَ في سهلهِ

فكنتُ كمن أحرزَ المكرما

تِ وأنسبُ فَرعاً على أصلهِ

أحبُّ الكريمَ وأجزي اللئي

مَ بسجلِ اللئامِ على فعلهِ

وكلّ امرئٍ متحت كفُّهُ

ستَشربُ ما كانَ في سجلهِ

يعودُ الملامُ إلى أهلهِ

ويبدا الثناءُ إلى أهلهِ

فَهذا لِهذا وَهذا لذاك

على جُودهِ وعلى بُخلهِ

بعضبٍ كَذي النونِ أو ذِي الفقارِ

تزلُّ الأوابدُ عن نَصلهِ

إذا ما انتضتهُ مُهماتُه

لِهَذِّ الضرائبِ من جدلهِ

رأيت لهُ رَونقاً كالس

سِوارِ باليدِ يُخبرُ عن فضلهِ

تباري الذئابُ عداه الضراب

مزيل للوصلِ عن وصلهِ

إذا أَعمدته يدا فكن

بناه الضَّمير على صقلهِ

يعبرُ عني ولا مسهبٌ

ولا عازبُ الحلمِ عن جهلهِ

مدلٍّ بعزمٍ يقينِ الظنو

نِ يبدِّدهُ رائِيا عقلهِ

جريء الجنانِ كحدِّ السنا

نِ في نقضِ أمرٍ وفي فتلهِ

وما الليثُ في غيلهِ مخدراً

على سيدهِ وعلى ختلهِ

يمنعُ عقوتَهُ بالطِّرادِ

ويَنفي بها الضَّيم عن شبلهِ

بأجرأ منه إذا ما الشجا

عُ لم يحتمله قوى زجلهِ

بدارِ الحفاظِ له منزلٌ

يذودُ يدَ الدَّهرِ عن نقلهِ

منيعُ الحِمى مانعٌ للزما

نِ من يبلهُ صالحاً يُبلهِ

أخو الأخِ إن مَدَّهُ ندبُهُ

فإِن يقصهِ عن قِلىً يقلهِ

كَذاك الكريمُ أخو الأكرَمي

نَ ومن جمع المجدَ من سهلهِ

ألا أيها المحرزُ المكرماتِ

والمربعُ الجود في بذلهِ

سليلُ شقيقِ الندى ثابتٍ

ومن لا يشارُ إلى مثلهِ

سَماحاً وَعزاً وأكرومةً

تدلُّ العِقالَ على رَحلهِ

سَمِيُّ النبي ومن كفهُ

تجيرُ أخا الدهرِ من أجلهِ

إليكَ جوابٌ لفاهُ امرؤٌ

يحبُّ الكريمَ على فضلهِ

فَلستُ كَمَن مد يبغي الندى

لإبداء أمرٍ إلى حلِّهِ

ولكن رأيتكَ مستأهلاً

لودّي قوياً علَى حملهِ

فودُّ الكريمِ يعودُ اللئيم

ويَضعفُ رُكناهُ عن حملهِ

وإنِّي من اللهِ في نعمةٍ

وإياهُ أسألُ من فضلهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خالد الكاتب

avatar

خالد الكاتب حساب موثق

العصر العباسي

poet-Khaled-AlKateb@

643

قصيدة

1

الاقتباسات

95

متابعين

خالد بن يزيد البغدادي أبو الهيثم. شاعر غزل، من الكتاب ، أصله من خراسان، ومولده بها، عاش وتوفي في بغداد، كان أحد كتاب الجيش في أيام المعتصم العباسي. وكان يهاجي ...

المزيد عن خالد الكاتب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة