الديوان » عامر أبومحارب » فائية أخرى في ذكرى ابن الفارض

إنِّي الوفيُّ لِحُبِّنَا يَا مُتْلِفِي       
 (رُوْحِيْ فِدَاكَ عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَعْرِفِ)   

فأَنَا الذِيْ حَفِظَ المَودَّةُ قُلْبُهُ       
وعَلِيْكَ قَدْ مَضَتِ السُّنُوْنُ وَ لَمْ تَفِ   

يا مَنْ تَمَلَّكَتَ المَحَاسِنَ كُلَّهَا       
بِشَقَاوَةٍ و لطافةٍ وَ تَظرُّفِ   

قَدْ لامَنِيْ فِيْكَ العَوَاذِلُ  كلّهمْ      
فَاشْهَدْ عَلَى حَالِيْ وَ طوْلِ تَلهّفِ  

وَاعْطِفْ عَليَّ بِنَظْرَةٍ تُسْلِيْ بِهَا      
شَوْقِيْ وَنَارًا فِي الحَشَا لا تَنْطَفِيْ   

فأَنَا الَّذِيْ ذُقْتُ الْهَوَى وَعَذَابَهُ  
مِنْ حُبِّكُم صِرْفًا ، وَلَسْتُ بِمُكْتَفِ   

مَالِيْ أَرَاكَ رَدَدْتَنِيْ بقَسَاوَةٍ ؟  
لَمَّا سَألتكَ وصلَ صَبٍّ مُدْنَفِ   

وَزَجَرْتَنِيْ ظُلْمًا بصَدِّكَ إِنَّنِيْ      
لمْ أَدْرِ كِيْفَ هَجَرْتَنِيْ لَمْ أَعْرِفِ؟!   

أَوَ هَكَذَا تقضونَ كُلَّ زَمَانِكُمْ       
تُفنوْنَ نَفْسِيْ دُوْنَ إِيِّ تَكلُّفِ؟   

فالْقَلْبُ يَقْطُرُ من هوَاكَ صَبَابَةً     
إنَّي المُعَذَّبُ فِيْكَ دُوْنَ تَوقُّفِ   

أتَرَاكَ قَدْ صَدَّقْتَ مَا حَاكُوا  فَلا    
تَرْكَنْ لِقُوْلِ مُكَذِّبٍ وَ مزِيِّفِ!   

إِنْ كَانَ أَخْبَرَكَ الوُشَاةُ بأَنَّنِيْ       
مَا عُدْتُ أَهْوَاكُمْ فَهَاكُمْ  مُصْحَفِي  

كيْ اُشْهِدَ الأيَّامَ بَلْ آيَاتِهِ          
 أَنِّي – لِغَيْرِ جَمَالِكُمْ– لَمْ أعْكِفِ   

فالْعَيْنُ لَمْ تبصرْ كَمِثْلِكَ في الوَرَى  
يَا صَاحِبِ الحُسْنِ الوَفِيِّ اليُوسُفِي!   

قَضَّيْتُ عُمْرِيْ كُلَّهُ أَشْتاقكُمْ      
 وَلْهَانَ مِثْلَ العَاشِقِ  المتصُوِّفِ  

يَا أَمْلحَ الغزلان يا بدرَ الدُّجى 
هلّا نَظَرْتَ لِحالنا بتَلطُّفِ!   

واللهِ – إنّي إِنْ ذكَرْتُ بُعَادَكُمْ 
غَرِقتْ خُدُوْدِيْ مِنْ دُمُوْعِي الذّرَّفِ   

للـهِ طَرْفكَ قاتلٌ وَ كَأنَّهُ    
لقِيَ الْمُحِبَّ  بِصَارِمٍ وَ مُثَقَّفِ   

فَإلى مَتَى يَبْقَى الفُؤَادُ مُؤرَّقًا؟   
وَتَظلُّ تـُؤْذِيْنِيْ  وَ لَسْتَ بِمُنْصِفِ  

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عامر أبومحارب

عامر أبومحارب

5

قصيدة

شاعر أردنيّ ، وطالب دراسات عُليا في الجامعة الهاشميّة ، الأردنّ.

المزيد عن عامر أبومحارب

أضف شرح او معلومة