الديوان » أنس الدغيم » المنفى

بصوت :

عدد الابيات : 33

طباعة

ولِدتُ ولم تكنْ أمّي بغيّـــــــــا

 كوجهكَ أنتَ يشرقُ سرمديّــــا

كنجمٍ صارَ من صلصال روحٍ .

و يسكنُ _حينَ يسكنُكَ_ الثّريّا

و مـــــا وُلِد الهوى فرداً و لكنْ

 ولدنـا _ حين شئتَ لنا_ سويّا

و أنتَ البيتُ والمنفــــى وغيــــمٌ

بحجمِ الشّعرِ يُمطرنــا رويّـــا

و كنتَ وكان وجهي شطرَ أُخرى

بقايـــــا (مكّةٍ ) لبثتْ سِنيّـــا

و كنتَ دمشقَ تنزفُ ياسمينـــاً 

لتدفعَ عنكَ سيفــــاً مَزْدَكيّــا           

تصالحنـــــــا على فجرٍ جديدٍ  

فكان الفجرُ يا أبتي عصيّـــا

و مـــازلنـــا نحــــاولُهُ ليــــأتي

على أشلائنــــا صُبحـاً طريّا

و نفرشُ كلّ راجمةٍ رُكامــــــــاً

لتلبسَ أنتَ ثوبـــــــاً عبقريّــــا

و كنتَ لأنّكَ المحمولُ فينــــــــا

 و نسكنُ فيكَ منفانــــــا الأبيّـا

و همْ قتلوكَ لمّا صرتَ كوْنـــــــاً

 و لمّا صــــــارَ وجهُكَ يوسفيّــا

و هـم ذئبُ القطيعِ و ألفُ جُبٍّ

 و سبعتُنا العجافُ تُعادُ غيّـــا

و همْ مَن قَدَّ من دُبُرٍ قميصــــاً

و لكنْ كان سِجنُكَ (تدمريّــــا)

و مذْ أن صــارَ حاكمهم إلهـــاً

و صــــارَ النّفطُ سلطاناً وليّـا

خرجتُ على نصوصِ الملكِ بغياً

و أحلى الموت حينَ تموتُ بَغْيا

و هم بُعثوا و مــا بُعثوا كرامــاً

فكانَ البعثُ موتــــــاً أبجديّا

و مـا غُلبَت بأدنى الأرضِ رومٌ

كمـــا غُلِــبوا بأدناهــــاعُرِيّا

و مـا صلبوا مسيحــــاً كلَّ يومٍ

صليبٌ يقتلُ الشّعبَ النّبيّـــا

أنــــــا المشنوقُ أعلى كلِّ حرفٍ

و أسفلَهُ سيحتضرونَ خِزيا

فـــإنْ يكُ دونَ هذا الشعرِ موتٌ

فحَيّ على جلالِ الموتِ حيّـا

و كمْ قزمٍ تولّانـــــــــــــا صغيراً

 فصار اليومَ جبّــــاراً شقيّــا

فمــا رُزِقَ الشّجاعةَ في صِباهُ

و أوتيَ حُكمَ والدهِ صبيّــــــا

يُمانعُ عن دمشقَ الشــامِ زوراً

و باسمِ الشّـــــامِ يقتلُنا مليّا

يصلّي باسمِ أهلِ البيتِ صُبحاً

و يسبي زينبَ الكُبرى عشيّا

فلمْ أرَ حاكمــــاً حرّاً شريفــــاً

 و لم أرَ فيهمُ بشراً سويّــــــا

لقد وُلِدوا حرامــــــــاً من حرامٍ 

 و مــــــا وَلدوا كريماً أو أبيّا

ســــــــألعنُ أمّةً قد بـــــايعتْهم

 و أُمّاً أنجبتْ كلبــــــاً بغيّــــا

بلادي يــــا صلاةَ المـــاء قومي

و مُرّي كالدّعـــــاءِ على يديّا

و قومي يـــا بلادي من عظامي

و لحمي واعبري منّي إليّــا

و ضمّيني إلى خدّيكِ نخـــــــلاً

 ليمطرَ أهلَهُ رُطَبـــاً جنيّــــــا

فأنتِ اللّامَساسُ و كفُّ موسى

تواجِهُ كلَّ شامٍ سامِريّــــــا

فتحيـــــــــــا أمّةٌ تُدعى عِراقــاً

 و تسقطُ أمّةٌ قتلتْ (عليّــــا)

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أنس الدغيم

أنس الدغيم

12

قصيدة

شاعر وكاتب سوري.. رئيس الجمعيّة الدوليّة للشعراء العرب ومدير عام دار آرام للترجمة والنشر. المؤلفات مجموعتان شعريّتان : المنفى، الجوديّ الكتب : 100 لافتةٍ للحرّيّة، 100 لافتةٍ للحياة، سك

المزيد عن أنس الدغيم

أضف شرح او معلومة