1 المكتب كلّ صباح حينما أفتح باب غرفتك بهدوء كاذب محاولاً إخفاء ارتجاف أصابعي و شراييني كلّ صباح حينما أراكِ تعبثين بالبطاقات البيضاء بالصحف و المجلات بالزمن و القهوة كلّ صباح أتمنى حينما أدخل غرفتك بهدوء كاذب أن أكون قلمًا أو ممحاة صحيفة أو فنجان قهوة بين أصابعك التي تعبث بالأشياء كما يعبث عازف مبتدئ بمفاتيح البيانو. 2 الطريق في الطريق حينما أكون معك في الخريف الذي طال حيث تشتعل الشمس و تنطفئ بطريقة غريبة بطريقة أخّاذة في الطريق، في الطريق حيث تسقط ورقة شجر صفراء فوق شَعرك الأسود المشتعل أقول لك: اقتربي لقد وقع طائر أصفر فوق رأسك و ها هو ينقر حبوب العدس طائر أصفر صغير يغني فوق أغصان شَعرك العزيز شَعرك الذي كقطيع من الماعز يرعى في برية القلب 3 البيت حذاؤك في الزاوية ثوبك فوق الكرسي و فوق المنضدة دبابيس شَعرك خاتمك الذهبي و حقيبتك السوداء و أنت معي عارية و خائفة ممّ تخافين..؟ من قنبلة تسقط فوق زهرة! من زهرة تحت عجلات قطار! عارية و ترتجفين ممّ ترتجفين؟ من بركان يتفجر! من رغبة تئن! عارية و تلتصقين بي سأترك النافذة مفتوحة انظري.. انظري ها هي السماء الزرقاء و ها هي قطة بيضاء و رمادية تتنزه فوق حافة الجدار المقابل للنافذة و ها نحن نقتسم رغيف الحب نأكل من صحن واحد بملعقة واحدة و كل ما نملكه و ما لا نملكه سنقتسمه أيضًا تمامًا كرفيقين في رحلة طويلة.
الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ولد في محافظة درعا السورية بتاريخ 10 آذار/ مارس 1954م، وعلى الرغم من حياته القصيرة والقاسية، ومرضه الذي أدى به لفقدان حاستي النطق والسمع، انطلقت ...