قبل أن يذهبَ للحرب مضى نحو السرير
أغلق عينيه و نام..
رأى فيما يرى الأولاد
سهلاً فسيحًا تركض الغزلان فيه
سربًا من عصافير
و أشجارًا من الدراق
أزهارًا لها هيئة أقمارٍ
رأى نهارًا واسعًا جدًا
و من أقصى النهار جاء رجل يسعى
ألقى على الطفل قميصًا من دمٍ
فاختفى السهل و ماتت الغزلان
و الأشجار
اختفى النهار..
قال الولد الجميل: لا بأس
أغمض عينيه بعينيه
و نام
رأى عشرين ملاكًا يهبطون قربه
سألهم: هل تأكلون البرتقال
هل نستطيع أن نلعب لعبة الهرّة و الفأر
أختبئ الآن فوق سريري
جديني أيتها الهرّة/الملاك..
....
و من أقصى السماء
جاءت القنبلة فوق سرير الولد الجميل
طار الملاك
و ماءت الهرة حينما رأت إصبع طفل في التراب
قال الولد الجميل:
لا بأس، لا بأس
عاد إلى السرير متعبًا
أغمض عينيه بعينيه
و نام..
رأى فيما يرى الحالم
أسماكًا على الجدران
ذئبًا يسبح في البركة
تمساحًا يعود للملهى
و امرأة تنتظر الربّ أمام قصر العدل
صاح الولد الجميل:
لا أريد أن أرى شيئًا
أريد أمي و زجاجة الحليب و القماط
قال الولد الجميل شيئًا
ليس حسنًا جدًا
و ليس سيئًا جدًا:
"عاش البط
عاش النهر
عاشت الهرّة
عاشت الأشجار
عاشت أختي و أخي
و لتسقط الدبابة.."
...
...
أغلق عينيه بعينيه
و نام أبدًا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رياض الصالح الحسين

avatar

رياض الصالح الحسين حساب موثق

سوريا

poet-riyadh-al-salih@

106

قصيدة

358

متابعين

الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ولد في محافظة درعا السورية بتاريخ 10 آذار/ مارس 1954م، وعلى الرغم من حياته القصيرة والقاسية، ومرضه الذي أدى به لفقدان حاستي النطق والسمع، انطلقت ...

المزيد عن رياض الصالح الحسين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة