الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » يممت طيبة أرتجى منك النظر

عدد الابيات : 57

طباعة

يممت طيبة أرتجى منك النظر

يا خير من منه الشفاعة تنتظر

يممت طيبة والجوانح ملوها

شوق به الدمع الهتون قد انهمر

يممت طيبة للزيارة راجيا

منك القبول وأن أفوز وأن أسر

وعليك أحظى بالصلاة مسلما

وعلى أبى بكر وصاحبه عمر

وعلى صحابتك الكرام ومن يلى

من آلك الطهر الميامين الغرر

فعسى تقول إذا أتيتك مرحبا

أدخل حمانا فالمهيمن قد غفر

وانزل على رحب الضيافة إنني

بالعز أكرم من لحضرتنا حضر

وأزود الضيفان كل كرامة

والعطف منى في الإقامة والسفر

يا سيد الثقلين يا خير الورى

يا من عليه الضب سلم والحجر

يا من لنور جلاله وجماله

تعنو الوجوه ومن له انشق القمر

لولاك ما اخترت التغرب لحظة

وتركت أهلى في الشواغل والفكر

قد كنت أخشى البحر خشية مشفق

وأراه مفتاح المخاوف والخطر

لكن ركبت به أجل سفينة

ما إن رأيت بها وحقّك من كدر

شقت عباب البحر تمخره كما

شقّ السحاب الجوّ ليس به مطر

فكأن نوحا كان رائد سيرها

ورست على الجوديّ ما أحلاه بر

ثم امتطيت سفينة البر التي

كانت بسرعتها تحاكى المفتخر

فقطعت بالوابور كل مفازة

جرداء لا ماء يلوح ولا شجر

والرمل مصطخد بها متوقد

فكأنها النيران ترمى بالشرر

وببعضها ماء الينابع قد جرى

غدقا من الصخر الأصم قد انفجر

سبحان من خلق الأمور بحكمة

جلت إرادته تعالى واقتدر

ونظرت بالبيد السراب كأنه

ماء بوجه الأرض للظمآن غر

لكن طوت أيدى البخار بساطها

طي السجل وذاك في لمح البصر

وإليك وجه الزائرين موجه

والقلب نحو حماك فارقنا وفق

حتى بدت من نحو طيبة قبّة

فيها لخير الخلق أشرف مستفر

فيها السماحة والمكارم والندى

فيها النبي المصطفى خير البشر

فيها شذا عطر النبي محمد

فيها المنى والقرب من قبلا الأغر

يا نفس هذا البحر أعذب مورد

فاجلى الصدى من ورده ودعى الصدر

وتضلّعي منه ومنه تزوّدى

إن المهيمن بالتزوّد قد أمر

لا يشتكى ورّاده ظمأ ولا

جوعا ولا فقرا ولا أدنى ضرر

يا نفس بالفضل العظيم وبالغنى

أمر النبي ولا مردّ لما أمر

يا عين من أنواره فتمتّعي

يا قلب طب نفسا فسعدك قد ظهر

هذا الذي من وجهه وجبنه

نور السعادة في الوجود قد انتشر

فسقى المئين بل الألوف وكلهم

ملئوا المزاود من يديه وهم زمر

يا من على السبع الطباق قد اعتلى

ولقاب قوسين انتهى فحلا المقر

وعليك قد فرضت صلاة خمسة

نلنابها التحجيل مع ضوء الغرر

ورجعت مكة والبراق كأنه

برق على وجه البسيطة قد عبر

وركابك الميمون تخدمه الملا

ئكة الكرام وأنت أنت المعتبر

انظر إلينا بالرعاية والرضا

فالكل فيك لعز موطنه هجر

فالمال والأهلون دونك منزلا

أنت المؤمل أنت نعم المدخر

أنت الذي لولاك ما خلقت سما

كلا ولا شمس تضىء ولا قمر

والأرض لم توجد ولم يك ماؤها

غدقا ولم تهم السحائب بالمطر

والجنّ لم تخلق ولم يك آدم

بشرا سويا في الوجود ولا أثر

مولايَ بين يديك أحمد واقف

وجميع جسمي من مهابتك اقشعر

والدمع يهمى خشية ومهابة

والقلب من فرط البكاء قد انفطر

دنست نفسي بالذنوب ولم أجد

بحرا يطهرني سواك من الوضر

فتولّني واستر بفضلك عورتي

إن الكريم إذا رأى عيبا ستر

واقبل وإن كنت الأثيم زيارتي

وامنحني الإقبال مع حسن النظر

وامدد يمينك للسلام تفضلا

فلديك يحظى بالقبول من اعتذر

مولاي كن لي في القيامة شافعا

كي لا أقول من العنا أين المفر

وامنح نبيّ وإخوتي وقرابتي

حسن العناية والرعاية يا أبر

وامنن على أهلى وصحبي بالرضا

وزيارة تجلو عن القلب الكدر

وانظر لأصهاري وأهل مودتي

والسادة العلماء أقمار البشر

وانظر إلى زوار روضتك الألى

ما إن لهم عن بعد نورك مصطبر

وامسح على صدرى براحتك التي

كم أبرأت داء وكم جادت بدر

واملأ فؤادي حكمة ومعارفا

واحضره يا خير الأنام إذا احتضر

صلى عليك الله يا شمس الهدى

والآل والأصحاب ما بزغ القمر

أو قال مفشيها يؤمل لمحة

يممت طيبة أرتجى منك النظر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

371

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة