الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » حاشى أضام ولى بالمصطفى نسب

عدد الابيات : 47

طباعة

حاشى أضام ولى بالمصطفى نسب

نعم الحبيب ونعم الجاه والحسب

إنى امرؤ ملأت قلبي محبته

فالقلب بالحب مأخوذ ومنجذب

روحي وجسمي وما أحرزت من نشب

وقف عليك وهذا بعض ما يجب

هو الوسيلة والجاه العظلم لمن

رام النجاة إذا ما انتابت النوب

هذا الذي شرف الدنيا بمولده

وقاض فيض الغنى فالغيث منسكب

وأخصب الناس بعد الجدب وارتضعوا

ثدى الصفاء وزال الجدب والشغب

في ليلة الوضع والميلاد قد ظهرت

آيات صدق رأتها العجم والعرب

فأهل ساوة قد غاضت بحيرتهم

وانشق إيوان كسرى فهو مضطرب

ونار فارس من آيات مولده

صارت رمادا وكانت قبل تلتهب

وكل مسترق للسمع قد رجمته

الشهب نارا فما عادوا وما انقلبوا

والجبت صار مع الأولام في صغر

وقد تحطمت الصلبان والنصب

فالدهر في طرب والكفر في حرب

وعصبة الشرك باتت وهي تنتحب

وردّ بالكيد والتضليل أبرهة

عام الولاد وبالسجيل قد ذهبنا

هذا النبي به الأكوان قد شرفت

والعرش والفرش والأملاك والشهب

سرى من الحرم الأسمى إلى الحرم

الأقصى وفيه وفود الرسل ترتقب

صلى بهم بعد ما أدوا تحيتهم

لأنه الأصل عنه الكل منتدب

ثم ارتقى نحو معلى العرش في شرف

لقاب قوسين أو أدنى فلا حجب

وقد دنا فتدلى نحو سيده

لمستوى دونه الأملاك تحتجب

رأى الإله بعيني رأسه ورأى

ما ليس يدركه عقل فلا عجب

لا الأين يدرى ولا التكييف محتمل

هذا هو الحق لا شك ولا ريب

عليه قد فرض المولى الصلاة ومن

تلك الفريضة وافى العز والأرب

وعاد مكة مسرورا برؤيته

والليل ليل وضوء الصبح محتجب

جبريل بات وميكائيل يخدمه

هذا هو العز لا مالٌ ولا نشب

وكم بمكة من ردوا مقالته

وقال قائلهم هذا هو الكذب

وارتد عن منهج الإسلام طائفة

وغالبوه ولكن بالهدى غلبوا

وبعد رغبتهم عنه وفرقتهم

عادوا وفيه بفضل الله قد رغبنا

هذا النبي له الأحجار قد نطقت

هذا النبي به قد بشرت كتب

هذا النبي الذي سارت بسيرته ال

كبان وانجلت الأحزان والكرب

هذا النبي الذي لولا نبوته

ما كان ركن ولا شرط ولا سبب

فنوره الأصل في التكوين من أزل

فكل شي له في الكون منتسب

كانت رسالته للكون مرحمة

فالكل من ورد المرتاد قد شربوا

متى أراني وسفن البر تحملني

تطوى الفيافي بأيديها و تنتهب

من كل عيساء تسرى وهي صامته

في ظهرها قتب في سيرها خبب

تمد أعناقها في السير مسرعة

نحو الحبيب وما إن مسها يقب

تهيم وجدا إلى الهادي وطيبته

وتذرف الدمع شوقا حين تقترب

أو أمتطي صهوة الوابور متجها

نحو المدينة حيث العز والأرب

فيها النبي وفيها كل مكرمة

فيها السعادة فيها معشر نجب

فيها نبي الهدى فيها صحابته

نعم النبي ونعم القوم قد صحبوا

هناك أبكى خشوعا من مهابته

والطرف ساج ودمع العين منسكب

وأرفع اليد بالتسآل ملتجئا

إلى الكريم وعفو الله أرتقب

وألثم الترب من أعتاب حجرته

فتربها التبر فيه القصد والطلب

وأسأل المصطفى الهادي شفاعته

فإنني لعظيم الذنب مرتكب

لعل مغفرة الغفار تدرمني

في موقف حيث لا منجى ولا هرب

إذا أقول ولا لوم ولا حرج

إنى نجوت فلا خوف ولا رهب

هذا هو العز في الدنيا وضرتها

وغاية المبتفى هذى هي الرتب

صلى عليه الذي بالحق أرسله

ما هبت الريح واهتزت بها القضب

والآل والصحب والأتباع قاطبة

ما اشتاق ذو شجن أو سارت النجب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

374

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة