في قمة النسيانِ في نسيانِي

في جولةِ الذكرى على أحزاني

في قمة النسيان خلتُ بإنني

ناسٍ ولا ذكرى دنت أذهاني

حتى أتت تلك التي أحببتها

في عينها ألمٌ هوا أجفاني

عتبت علي بنظرةٍ ناحت بها

وتبادلت أحزانها أحزاني

قالت أيا رجلاً أردتك دائماً

لكن بعدكَ ظالمٌ أعياني

الأرضُ ملأَ الحبُ ترقبُ هائماً

والموتُ مرتقبٌ لأن يلقاني

أمسى فؤادي بعد ذلك صافحاً

وسهامُ لومكِ لم تَزل تهواني

هل تذكرين حديث قلبي للهوى

وقصائدي هزلية الألواني

الحزن خط الكون حرفاً عاشقاً

بجمال من بحسنه أرداني

هل يستوي من عاش بالذكرى معي

بين الذي قد عاش بالنسياني

قد غرَّ عشاق الغرام جنونهم

بالعشق والأشواق والتحناني

وأنا كأي الصامتين مسافرٌ

لكنني أمضي بلا كتماني

وإذا بشعري يستبيح كلامهُ

إن كان والأشواق يلتقياني

لما أتيتُ إلى الطلولِ معاتباً

حجر العذاب هو الذي واساني

يا معشر العشاق هذه ذلتي

من بعد ما كان الهوى سلطاني

لولا حديثي لليالي شاكياً

لعرفتُ ما معنى لضى الحرماني

ما أعذب الإخلاص في ما لو بقي

سراً ولا يقضي بلا إعلاني

من لم يذق طعم الغرامِ لوهلةٍ

ما عاشَ في الدنيا ولو لثواني

هذا مصيري بالهوى متخبطٌ

بالدمع أحزانٌ بكل مكاني

وهمو بذاك الحب حين تعانقوا

وتبادلوا الأحضانَ بالأَحضاني

إن الهوى روحاً تداعبُ روحناْ

ليحرك الإحساسَ بالإنساني

وأعودُ للأطلالِ أبكي ثانياً

وأغردُ الأشجانَ بالأشجانِ

فأصيحُ باسمكِ يا سفيرة عالمي

وأقولُ " مشتاقٌ أنا من ثاني"

يوم اللقاء كم كنتُ فيهِ معذباً

كم كانَ قاسٍ كم وكم أبكاني

فلْتذكري كل القصائد قلتها

من أجل عينيكِ التي تهواني

من لي بغيركِ في الغرامِ عشيقةً

أُهدي لها روحي ونبضَ حناني

فأضيعُ من اسمي ومن جسمي هنا

وأضيعُ من نفسي ومن عنواني

قولوا لها لو عاد عمري برهةً

لجعلتُ حبكِ فوقٓ كلِ زماني

قد كنتُ أكتبُ كم أحبكِ أسطراً

فوق البحار على ثرى شطئاني

ما كنتُ أقصد أن أكون كشاعراً

لكن بطش هواكِ قد أدماني

فكتبتٌ ما أبكى الفؤاد قصائداً

ورثيتُ دمعي راثياً أجفاني

فبكى فؤادي راثياً كل الأسى

نزفت دموع دمعي من الشرياني

أي القصائد قد تداوي حزننا

أو تشغلُ في صدرها نيراني

فأنا بصدري كل نيران الهوى

أخشى عليها من لضى بركاني

تلك الليالي حين كنت بصحبها

هي أجمل الأيام والرضواني

يا ليتها عادت إلي حبيبتاً

ويصيرُ هجري كالسرابِ الفاني

لم أبكي يوماً من جراحِ حبيبةً

لكن ظلم هواكِ من أشجاني

هذا أنا رغم المواجعِ جالسٌ

هل ينتهي النسيانُ يا نسياني