عدد الابيات : 16
لا تحتقرْ حُلْمًا خلَتْ منهُ يدُكْ
معْدودةٌ أيّامُهُ في صُحبتِكْ
حلْمٌ أبوهُ أنتَ قد أنْجَبْتَهُ
من فكرةٍ حسناءَ أهداها ملَكْ
في ليلةٍ ليلاءَ إذ راودتَها
عن نفسِها وأتَيْتها في مخْدعِكْ
لله أنتَ وقد جرىْ فيهِ دمُكْ
ولقَدْ رأتْ عيناكَ كمْ هوَ يُشبهُكْ
لله أنتَ وطبعه منْ طبعِكا
أولم تصفه قائلا: "ما أعْندكْ"؟
ما ذنبُ حُلْمكَ أيّها الإنسان إنْ
لم يستطعِ السّيَر ساعاتٍ معَكْ
أوَلَمْ تكنْ حلمَ امرئٍ من فكرةٍ؟
اللهُ مُوجدُها ومنْها أوجَدَكْ
وأتتْ بكَ امرأةٌ تزوّجَها إلىْ
الدّنْيا وتحسبُ أنّها منْ أنجَبكْ!
وخَذَلْتَهُ، إذْ يَعْتليْ أبْراجَهُ
مُستوثِقًا من أسِّها المجْبولِ بِكْ
سَقطَتْ بهِ الأبراجُ إذ ولّيْتَ منْ
هُ مثلما ولّىْ الّذي قدْ أعْقبَكْ
وأبوكَ لو أبْصَرتَ كان لجدِّكَ الْ
حُلْمَ الّذي لو طاعَهُ ما كانَ لكْ
أحلامُنا يا صاحِ تحْذو حذوَنا
بخروجِها عن طاعتِي أو طاعتِكْ
يا صاحِبِيْ ما نحنُ إلّا ليلَها
والحُلْمُ إنْ لمْ يغتنِمْ فجرًا هلَكْ
ومنِ استطابَ طلوعَنا منْها اُمْتُلِكْ
ومنِ استشاطَ كثائرٍ منْها اِمتَلَكْ
فاتركْ لحُلْمكَ أن يخُطَّ دروبهُ
وافخرْ به وانْصُرْهُ كيْ لا يخذُلَكْ
وارسمْ على الجدرانِ حُلْمًا كنتهُ
كيْ يهتدِي إنْ لمْ يفُزْ بمآثركْ
102
قصيدة