الديوان » السعودية » محمد بن عثيمين » هي الربوع فقف في عرصة الدار

عدد الابيات : 50

طباعة

هيَ الرُبوعُ فِقِف في عَرصَةِ الدارِ

وَحَيِّها وَاِسقِها مِن دَمعِكَ الجاري

مَعاهِدي وَلَيالي العُمرِ مَقمرَةٌ

قَضَيتُ فيها لُباناتي وَأَوطاني

بَكَت عَلَيها غَوادي المُزنِ باكِرَةً

وَجَرَّتِ الريحُ فيها ذَيلَ مِعطارِ

مَجَرَّ أَذيالِ غَضّاتِ الصِبا خُردٍ

حورِ المَدامِعِ المَدامِعِ مِ الأَدناسِ أَطهارِ

كَأَنَّما أُفرِغَت مِن ماءِ لُؤلُؤَةٍ

نوراً تَجَسَّدَ في أَرواحِ أَبشارِ

لِلسَّمعِ مَلهىً وَلِلعَينِ الطَموح هَوىً

فَهُنَّ لَذَّةُ أَسماعٍ وَأَبصار

إِذا هَزَزنَ القُدودَ الناعِمات تَرى

أَغصانَ بانٍ تَثَنَّت شبهَ أَقمارِ

تَشكو مَعاطِفُها إِعيا رَوادِفِها

يا لِلعَجائِب ذا كاسٍ وَذا عاري

فَكَم صَرَعنَ بِسَهمِ اللَحظِ من بَطَلٍ

عَمداً فَعَلنَ وَما طولِبنَ بِالثارِ

يَصبو إِلَيهِنَّ مَخلوعٌ وَذو رَشَدٍ

وَلَيسَ يَدنينَ مِن إِثمٍ وَلا عارِ

تِلكَ العُهودُ التي ما زِلتُ أَذكُرها

فَكَيفَ لا وَالذي أَهواهُ سَمّاري

أَستَغفِرُ اللَهَ لكِنَّ النَسيبَ حُلىً

يُكسى بِها الشِعر في بادٍ وَفي قاري

قَد أَنشَدَ المُصطَفى حَسّانُ مُبتَدِئاً

قَولاً تَغَلغَل في نَجدٍ وَأَغوار

غَرّاءُ واضِحَةُ الخَدَّينِ خُرعُبَةٌ

لَيسَت بِهَوجا وَلا في خَمسِ أَشبارِ

كَأنَّ ريقَتَها من بَعدِ رَقدَتِها

مِسكٌ يُدافُ بِما في دَنِّ خُمّار

أَقولُ لِلرَّكبِ لَمّا فَرَبّوا سَحَراً

لِلسَّيرِ كلَّ أَمونٍ عَبرِ أَسفارِ

عيساً كَأنَّ نعامَ الدَوِّ ساهَمها

ريشَ الجَناحِ فَزَفَّت بعدَ إِحضارِ

حُثّوا المَطِيَّ فَغِبَّ الجِدِّ مَشرَبُكُم

مِن بحرِ جودٍ خَضمِّ الماءِ زَخّارِ

يُروي عِطاشَ الأَماني فَيضُ نائِلِهِ

إِذا اِشتَكَت مِن صدى عُدمٍ وَإِقتار

مَلكٌ تَجَمَّلتِ الدُنيا بِطَلعَتِه

وَأَسفَر الكَونُ عَنهُ أَيَّ إِسفارِ

ملكٌ تَفَرَّعَ من جُرثومَةٍ بَسَقَت

في باذِخِ المَجدِ عَصراً بَعدَ أَعصارِ

هُم جَدَّدوا الدين إِذ خَفيَت مَعالِمُهُ

وَفَلَّلوا حَدَّ كِسرى يَوم ذي قارِ

هُم المُصيبونَ إِن قالوا وَإن حَكَموا

وَالطَيّبونَ نَثا مَجدٍ وَأَخبارِ

وَالباذِلونَ نَهارَ الرَوعِ أَنفُسَهم

وَالصائِنوها عَنِ الفَحشاءِ وَالعارِ

مَجدٌ تَأَثَّلَ في نَجدٍ وَسارَ إِلى

مَبدى سُهَيلٍ وَأَقصى أَرض بُلغارِ

مَحامِدٌ في سَماءِ المَجدِ مُشرِقَةٌ

مِثلَ النُجومِ التي يَسري بِها الساري

لكِنَّ تاجَ مُلوكِ الأَرضِ إِن ذُكروا

يَوماً وَأُرجِحَ في فَضلٍ وَمِقدار

عَبدُ العَزيزِ الذي كانَت خِلافَتُهُ

مِن رَحمَةِ اللَهِ لِلبادي وَلِلقاري

أَعطاهُمُ اللَهُ أَمناً بَعد خَوفِهِمُ

لَمّا تَوَلّى وَيُسرً بَعدَ إِعسارِ

أَشَمُّ أَروعُ مَضروبٌ سُرادِقُهُ

عَلى فَتى الحَزمِ نَفّاعٍ وَضَرّارِ

مُظَفَّرُ العَزمِ شَهمٌ غَيرُ مُؤتَشِبٍ

مُسَدَّدُ الرَأيِ في وِردٍ وَإِصدارِ

ما نالَ ما نال إِلّا بَعدَ ما سَفَحَت

سُمرُ العَوالي دَماً مِن كلِّ جَبّارِ

وَجَرَّها شُزَّباً تَدمى سَنابِكُها

تَشكو الوَجا بَينَ إِقبالٍ وَإِدبارِ

تَعدو بِأُسدٍ إِذا لاقَوا نَظائِرَهُم

باعوا النُفوسَ وَلكِنَّ القَنا الشاري

يَحكي اِشتِعالُ المَواضي في أَكُفِّهِمُ

تَأَلُّقَ البَدرِ في وَطفاءَ مِدرارِ

وَكَم مَواقِفِ صِدقٍ في مَجالِ وَغىً

حَكَّمتَ فيها سِنانَ الصَعدَةِ الواري

وَكَم عُلا طَلَّقَتها نَفسُ عاشِقِها

مِن خَوفِ بِأَسكَ لا تَطليقَ مُختارِ

قَهراً أَبَحتَ حِماهُم بِالقَنا وَهُمُ

أُسدٌ وَلكِن أَتاهُم ضَيغَمٌ ضاري

سَربَلتَ قَوماً سَرابيلَ الندى فَبَغوا

فَسُمتَهُم حَدَّ ماضي الضَربِ بَتّار

نَسَختَ آياتِ مَجدِ الأَكرَمينَ وَما

يَبني المَعالي سِوى سَيفٍ وَدينارِ

ذا لِلمُقيمِ عَلى النَهجِ القَويمِ وَذا

لِكُلِّ باغٍ بِعَهدِ اللَهِ غَدّارِ

فَدُم شَجىً في حُلوقِ الحاسِدينَ هُدىً

لِلمُهتَدينَ غِنىً لِلجارِ وَالطاري

وَهاكَ مِنّي مَديحاً قَد سَمِعتَ لهُ

نَظائِراً قَبلُ مِن عونٍ وَأَبكارِ

غَرائِباً طَوَّقَ الآفاقَ شارِدُها

تَبقى عَلى الدَهرِ طَوراً بَعد أَطوارِ

لَولاكَ ما كُنتُ بِالأَشعارِ ذا كلَفٍ

وَلا شَرَيتُ بِها مَعروفَ أَحرارِ

وَمَوقِفُ الهونِ لا يَرضى بِهِ رَجُلٌ

لَو أَنَّهُ بَينَ جَنّاتٍ وَأَنهارِ

طَوَّقتَني كَرماً نُعمى فَخَرتُ بِها

بَينَ البَريَّةِ مِن بَدوٍ وَحُضّار

لَأَحمَدَنَّ زَماناً كان مُنقَلَبي

فيهِ إِلَيكُم وَفيكم ضُغتُ أَشعاري

فَإن شَكَرتُ فَنُعماكَ التي نَطَقَت

تُثني عَليكَ بِإِعلاني وَإسراري

وَصلِّ رَبِّ على الهادي وَشيعَتهِ

وَصَحبهِ وَارضَ عَن ثانيهِ في الغار

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد بن عثيمين

avatar

محمد بن عثيمين حساب موثق

السعودية

poet-Mohammed-bin-Uthaimin@

48

قصيدة

439

متابعين

محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين عام 1854،ولد الشاعر في مدينة الخرج جنوب مدينة الرياض بقرابة ثمانين كيلومتراً،نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار، أتصل ابن عثيمين ...

المزيد عن محمد بن عثيمين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة