إذا عَبَرَ النَّهرَ مُسْترسلاً فى استباق الضِّياءْ لى بها بعضُ أعْمدةٍ للإنارةِ كنتُ اصطحبتُ غنائمَ أسلاكها
فى الرَّواح طويلاً،
ولي حضْرةُ الأولياءْ لي وطْءُ أرصفةٍ لا تملُّ الخُطى، وسماءْ لى بها هرَّةٌ هجرتْنى؛ لأنِّى اشتهيتُ النُّزوح لـــ " بحْرى الصَّغيرِ"، وأسبحُ دون انتهاءْ
حين أفرزُ قُطْنَ الحُقولِ؛
فصفْصافةٌ
أشْبعتني ارتواءْ لى فصولُ الدِّراسةِ؛ حين أراوغُ جدْولَ ضرْبى بدُرْجٍ ورائى ؛ لأنَّ المُعلِّمَ ملُّ أكُفَّ اختباءْ لى بها كُرَةٌ أرهقتْها لنا أرجلٌ؛ لو لعبْنا بساحٍ كثير التُّرابِ، يُعفِّر فينا الإباءْ لى بها فى المواسم سِنَّارةٌ لا تصيدُ سوى سمكٍ نازحٍ يلْعقُ الظلَّ فى كبْرياءْ
لي على أسْطُح تلك المنازل..
بعْضُ النُّجيْماتِ تهْوى الغِناءْ
لي تفاعيلُ وقْتي المُضيِّع
حين تُمرِّرُ قافيةً
تشْتهي الانتماءْ المدينةُ ليستْ خَوَاءْ وازدحامُ الأماكن.. ليس يؤجِّلُ بينى، وبين الرِّفاق لقاءْ لى بتلك البناياتِ غُمِّيضةٌ لا تغادرُ باب البداوةِ؛ إلا بمِلْحٍ ، وماءْ لى بها صوتُ أُمِّي الحنونُ، ويسْكننى لا يفارقُ فىَّ وريدى، و لا مٌهْجتي ،
عبد الناصر الجوهري، شاعر مصري من مواليد 1970. حاصل على الليسانس في الحقوق من جامعة المنصورة. صدر له حتى الآن أكثر من خمسة عشر دواوينًا شعريًا ومسرحيتين من النص الطويل. حصل على عدة جوائز آخرها