كنت قد ألمحت من قبل مرارا أن هذا الحزن حين انسل محمولا على ريح الصحارى . قد تناهى لحنايانا العميقة حالنا حين ألفناه أسارى. وقديما خلت ذاك القادم السري شيخا مثل جدي وجديرا بالولاء ولكم حاذرت أن أوذي سلامه وأرى اليوم بأني عبر تاريخ من الهمس المحاذر غاض مني الصوت إلا رجفة الريح المسافر. أنني قد أقفز الآن على جنح التفاته فأرى الطوفان يجتاح الجزيرة أنني أركض ألغي الربع الخالي عسيرا، وتهامه (فرحة الماء بصدري غسلت منه القتامة). ثم أعدو . يحسر الماء . وأنمو أخضر العود مع الغابات في عيد النماء إنني الثلج وأساقط أبيض وأمتد بعيدا إنني سر الشتاء وربيعا أصبح العاشق والطفل الذي يلعب والشيخ وفي جيبي جريدة. غير أني بالتفاتة عائدا من رحلة الوهم السعيدة ألمح الشيخ المعنى في إهابي (دونما حتى جريدة) لست طوفانا ولم يخضر عودي لم أكن ثلجا ولم أمتد في الأمداء شيخا يكثر القول يسلي النفس كن هذا وذاك بحكايات بذكرى وقعها في النفس اسيان كريح عبر صحرا. مرثية الشيخ (1) كأنى صوتا شاحبا أعلن أن الله أكبر فحملنا الجسد الهشّ وسرنا ثم, فوق الأفق الغربي لاح القرص أصفر سورة الاغماء شدت وجهه العاني عميقا وبدا دغل من الزيتون أغبر فوقفنا للأصيل المجهد العريان ننظر. (2) إن هذا الهيكل المللآن أصداء سنينا ومرارة ذا الجبين الناتيء المشعرع للأنواء يومي بجسارة، فلنقل. كان سفينة مثلت أضلاعها للريح في عرض البحار
وتحدث مغضب الأمواج والحيتان عاما بعد عام , وتناهت نكهة البحر وسر البحر فيها، فلنقل. داخت اخيرا وتداعى برجها الان فمالت لتنام. (3) فلنقل: سيف جليل نائم قد كان ينهض ظامىء الشفرة أبيض جاب أمدا، وخلى أثرا أيان كان, وكما يعرف هذا الجمع لا سيف جبان بل لقرصان مغامر جردوه لتروا نصلا ملوي ثلمته الحدثان اغمدوه أن يستلقي مسجى في الغماد, فى جدار المنزل الأرحب صدرا علقوه وليكن عالي النجاد حق بعة اليوم ألا يشهرا أبدي الصمت يبقى حاضرا ليس للمس ولكن ليرى. (4) و حين رن معول ينهش أحشاء الصفاه أصخت من يصرخ (وافجعتاه) سمعت ريحا في الذّرى تولول ( 5 ) ربما قبل عصور كان هذا الهيكل اليابس يومأ سنديانة شمخت تستشرف الوديان مدت جنبات عششت فيها النسور من عل `راقبت الذئبان تقتات بحملان فهزت عطف غصن مطمئنة ألف فأس جرّحتها قطعت أوصالها سالت نسوغا دون انه. عمرت لم تدر كم مر على اطرافها صيف او انقضّ شتاء هي ذي الآن تهاوت بعد ان برّحها طول اعتواء من شموس و صقيع. كتلة جرداء ملاى بغضون العمر توقيع الزمان لا تقولوا (لم تكن) كانت , و هذا الهيكل اليابس من تفس الأرومة. بوورك الشيخ سليل السنديان ذلك الشيخ الذي يغفو مليئا بالزمان (6) يا صديق الرياح غريب المجيء غريب الرواح متعبا بالاباء اي سز سحيق أنت والكبرياء آن أن ترحلا فالمسا ينتظر والشجر سائلا أن تعود لنسوغ الجدود
تيسير رزق عبدالرحمن سبول.ولد في 15 يناير 1939م، في مدين الطفيلة (غربي الأردن) وتوفي في العاصمة: عَمّان.قضى زمنه القصير في الأردن، وسورية للدراسة، والسعودية للعمل.
تلقى تعليمه المبكر في الطفيلة، وأنهى ...