الديوان » اقتباسات رثاء

أجمل ماقيل من شعر الرثاء

يالهف نفسي على صخر إذا ركبت

 يالَهفَ نَفسي عَلى صَخرٍ إِذا رَكِبَت
خَيلٌ لِخَيلٍ تُنادي ثُمَّ تَضطَرِبُ
قَد كانَ حِصناً شَديدَ الرُكنِ مُمتَنِعاً
لَيثاً إِذا نَزَلَ الفِتيانُ أَو رَكِبوا

يا صخر قد كنت بدرا يستضاء به

 يا صَخرُ قَد كُنتَ بَدراً يُستَضاءُ بِهِ
فَقَد ثَوى يَومَ مُتَّ المَجدُ وَالجودُ
فَاليَومَ أَمسَيتَ لا يَرجوكَ ذو أَمَلٍ
لَمّا هَلَكتَ وَحَوضُ المَوتِ مَورودُ

ليتني ما عشت يوما بعده

 لَيتَني ما عِشتُ يَوماً بَعدَهُ
لَيتَني قَرَّبَ مَوتي أَجلي
اسلُبوا عَقلي وَرُوحي بَعدَهُ
فَهُمومي بَعدَهُ لا تَنجَلي

بدلت شيبا قد علا لمتي

 بُدّلتُ شيبا قد عَلا لمتي
بعد شَبابٍ حَسنٍ مُعجبِ
صَاحبتُه ثُمَّت فارَقتُهُ
ليتَ شبابي ذاك لم يَذهبِ

قد رمتك النفس في ريح الديور

 قد رمتك النّفس في ريح الدّيور
بحرها طامي وغدّاق الأمور
كم سراب ظنه الظّامي سرور
خاب مسعاه على غيّ وزور

هل الشباب الذي قد فات مردود

 هَلِ الشَبابُ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ
أَم هَل دَواءٌ يَرُدُّ الشَيبَ مَوجودُ
لَن يَرجِعَ الشيبُ شُبّاناً وَلَن يَجِدوا
عِدلَ الشَبابِ لَهُم ما أَورَقَ العودُ

لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي

لَقَد غادَروا في اللَحدِ مَن كانَ يَنتَمي
إِلى كُلِّ نَجمٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ

وما كنت إلا مثل قاطع كفه

 وَما كُنتُ إِلا مِثلَ قاطِعِ كَفِّهِ
بِكَفٍّ لَهُ أُخرى فَأَصبَحَ أَجذَما
يَداهُ أَصابَت هَذِهِ حَتفَ هذهِ
فَلَم تَجِدِ الأُخرى عَلَيها مُقَدَّما

لا زلت في نعمة يقضي الزمان بها

 لا زِلتَ في نِعمةٍ يَقضي الزمان بها
أصمَّ أعمى بلا همٍّ ولا نَصبِ
ولا شكوت بما أشكو إليك به
الفَقر والشَيب والتَزويج والجَربِ

يقولون داو القلب تسل عن الهوى

 يقولون داوِ القلبَ تسلُ عن الهوى
فقلت لنعم الرأي لو أن لي قلبا

عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له

 عجبتُ لقلبي كيف لم ينفَطِرْ لهُ
ولوْ أنَّهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ
بودِّي أني كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَهُ
وأن المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي

وندمت حين أضعت ايام الصبا

 وندمت حين أضعت ايام الصبا
وأضعت فيها لذتي ورغابي
واليوم صرت إذا ادّكرتُ وراجعَت
قلبي بقية فتنةٍ وتصابي

هو الموت عضب لا تخون مضاربه

هُوَ المَوتُ عَضبٌ لا تَخونُ مَضارِبُه
وَحَوضٌ زُعاقٌ كُلُّ مَن عاشَ شارِبُه
وَما الناسُ إِلّا وارِدوهُ فَسابِقٌ
إِلَيهِ وَمَسبوقٌ تَخِبُّ نَجائِبُه
يُحِبُّ الفَتى إِدراكَ ما هُوَ راغِبٌ
وَيُدرِكُهُ لابُدَّ ما هُوَ راهِبُه
فَكَم لابِسٍ ثَوبَ الحَياةِ فَجاءَهُ
عَلى فَجأَةٍ عادٍ مِنَ المَوتِ سالِبُه

أجدك ما لعينك لا تنام

أَجِدَّكَ ما لِعَينِكَ لا تَنامُ
كَأَنَّ جُفونَها فيها كِلامُ
لِأَمرِ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت
وَدَمعُ العَينِ أَهوَنُهُ اِنسِجامُ
فُجِعنا بِالنَبِيِّ وَكانَ فينا
إِمامَ كَرامَةٍ نِعمَ الإِمامُ

دعوتك يا كليب فلم تجبني

 دَعَوتُكَ يا كُلَيبُ فَلَم تُجِبني
وَكَيفَ يُجيبُني البَلَدُ القِفارُ
سَقاكَ الغَيثُ إِنَّكَ كُنتَ غَيثاً
وَيُسراً حينَ يُلتَمَسُ اليَسارُ

وما كنت قبل اليوم أحسب أنه

وَما كُنتُ قَبلَ اليَومِ أَحسِبُ أَنَّهُ
إِذا شابَ رَأسُ المَرءِ شابَ وِدادُهُ

بان الشباب وأفنى ضعفه العمر

بانَ الشَبابُ وَأَفنى ضِعفَهُ العُمُرُ
لِلَهِ دَرُكَ أَيَّ العَيشِ تَنتَظِرُ
هَل أَنتَ طالِبُ وِترٍ لَستَ مُدرِكَهُ
أَم هَل لِقَلبِكَ عَن أُلّافِهِ وَطَرُ

والنفس إن رضيت بذلك أو أبت

 وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِكَ أَو أَبَت
مُنقادة بِأَزمَّة الأَقدارِ
فاِقضوا مآرِبكم عُجَالاً إِنَّما
أَعمارُكُم سِفرٌ مِنَ الأَسفارِ

إذا القوم قالوا من فتى يوم نجدة

 إذا القوم قالوا من فتى يومَ نَجدةٍ
فما كلُّهم يُعنى ولكنّه الفتى
وكل امرئ يوماً اذا عاش حقبة
إلى غايةٍ يجري اليها ومنتهى

سهم المنية أين منه فرار

سَهمُ المَنيّة أَينَ مِنهُ فِرار
مَن في البَريّة مِن رداهُ يُجارُ
حكَمَ الزَّمان عَلى الخَلائِقِ بِالفَنا
فَالدارُ لا يَبقى بِها دَيّارِ
عِش ما تَشاءُ فَإنّ غايَتَك الرَدى
يَبلى الزَمان وَتَذهَب الأَعمارُ