أَكرموا الضيفَ واحفظوا حُرمةَ الجا
رِ وكونوا مِمَّن أُحِبُّ قَريبا
إِذا أَنا لَم أَنفَع خَليلي بِوُدِّهِ
فَإِنَّ عَدُوّي لا يَضُرَّهُمُ بَغضي
إِذا لَم تَكُن لِمَقالِ النَصيحِ
سَميعاً وَلا عامِلاً أَنتَ بِه
سَيُنْبِهُكَ الدَهرُ عَن رَقدَةِ ال
مَلاهي وَإِن قُلتَ لا أَنتَبِه
ألا إنما كسْبُ المكارمِ عادةٌ
وكلُّ امرئٍ يجري على ما يُعوّدُ
وكل حديثٍ كان أو هو كائنٌ
شمائلُه تُنبيكَ عنه وتشهدُ
لِكُلِ كَريم في البِلاد أَخلة
وَما لِبِخيل في الأَنام خَليل
لَكِ الخَيرُ غُضّي اللَومَ عَني فَإِنَّني
أُحِبُّ مِنَ الأَخلاقِ ما كانَ أَجمَلا
إِذا اِنصَرَفَت نَفسي عَنِ الشَيءِ مَرَّةً
فَلَستُ إِلَيهِ آخِرَ الدَهرِ مُقبِلا
وَإِنّي لَعَفٌّ عَن مَطاعِمَ تُتَّقى
وَمُكرِمُ نَفسي عَن دَنِيّاتِ مَأكَلِ
وَما إِن كَسَبتُ المالَ إِلّا لِبَذلِهِ
لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِعانٍ مُكَبَّلِ
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ
وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ
لا تقلْ أصلي وفصلي أبدا
إنما أصلُ الفتى ما قدْ حصلْ
قيمةُ الإنسانِ ما يحسِنُهُ
أكثرَ الإنسانُ منهُ أوْ أقلْ
سَلامٌ عَلى مَن لا يَرُدُّ سَلامي
وَمَن لا يَراني مَوضِعاً لِكَلامِ
وَماذا عَلَيهِ أَن يُجيبَ مُسَلِّماً
وَلَيسَ يُقَضّى بِالسَلامِ ذِمامي
أَيُّها اللّائِمونَ ماذا عَلَيْكم
أَنْ تَعيشُوا وأنْ أَمُوتَ بِدائي
ولَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتراحَ بِمَيْتٍ
إنما الميْتُ مَيِّتُ الأحْيَاءِ
مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً
وَفازَ بِاللّذَّةِ الجَسورُ
لَولا مُنى العاشِقينَ ماتوا
غَمّاً وَبَعضُ المُنى غُرورُ
وَإِنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بِفَضلِهِ
وَما أَنا مِن عِلمِ الأُمورِ بِمُبتَديِ
وَلا تُظهِرَن حُبَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ
وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ
وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ
وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاِقتَدِ
تأبَى صروفُ الليالي أن تُديمَ لنا
حالاً فصبراً إِذا جاءتْك بالعَجَبِ
إنْ كان نفسُكَ قد منَّتْك كاذبةً
دوامَ نُعمَى فلا تغتَرَّ بالكَذِبِ
ملكتُ نفسي مذ هجرتُ طمعي
اليأسُ حُرٌّ والرجاءُ عبدُ
ولو علمتُ رغبةً تسوق لي
نفعاً لَخِفتُ أن يَضُرَّ الزهدُ
وَما حَسنٌ أَن يَمدَحَ المَرءُ نَفسَهُ
وَلكِنَّ أَخلاقاً تُذَمُّ وَتُمدَحُ