يا فُؤادي عادة الأَيام لا
تغلبُ الأَقدار إِلا بالرضا

ستبدي لَكَ الدُنيا أُموراً عَجيبةً وَمازالت الدُنيا تريك العَجائبا فَلا تَتَقي شَيأ من الأَمر كارِهاً وَلا تَرجُ شَيأ من زَمانك راغبا

بِالحَزم وَالعَزم وَالأفكار وَالحِكَمِ تَنالُ من لَم يُنَل بِالسَيف وَالقَلمِ وَبِالتَأمّل فِيما أَنتَ آملُهُ حسنُ العَواقب مَكفولٌ لذي الهمم

رَأَيت النَفس يَقتلها هَواها إِذا بَلغت وَيدهمها مُناها أَرى الآمال تَسعى بِالمَعنّى فَلا  يَنهاه إِلّا مُنتهاها ولو أَغنَت عَن المَرء المَساعي لَما مَنعت نُفوس مشتهاها

ومن  يستعذب  الايام حينا تذقه المرَّ في كأس العذاب ومن يترك عتاب الدهر يوماً يجد  أن لا مناص من العتاب

وإن جميع الخلق لا بد هالك وليس سوى اللَه العظيم بدائم ولو كان في الدنيا يخلد واحد لخلد خير الناس من ولد آدم

ومن صاحب الأيام في العمر مدة فلذاتها لا بد منه طوالق

وما العيش في الدنيا سوى حلم حالم وما المجد في الدنيا سوى هزل هازل يروح ويغدو لاهياً بزخارف على انها للحتف بعض الحبائل اذا صال لم تمنعه صولة قادر ولا عصمت منه حصون المعاقل

هو العمر كالطيف يمضي ولكن أرى الجسم يفنى ويحيا الأثر فأبقيت رسما عن الجسم حتى إذا مضت العين تبقى الصور

الوقت أثمن كل كنز فاحتفظ خلي به لا باللهى والعسجدِ كل النفائس تستردُّ إذا مضت والوقت ليس بعائدٍ إن يفقدِ

وما  النفسُ إلا حيثُ يجعلها الفتى تظلُّ   لهُ  منقادةً  بشكيمةِ فإن  كبحت سيقت وإلاّ تمرّدت وإن أطمعت تاقت وإلاّ تسلّتِ

أرى المرء يشقيه قبيح فعاله ويسعده حسن الفعال ويكرم وما الدهر إلا مسرح وفعالنا تمثل فيه ما نرى وتجسم

جزى الله الشدائد كل خير وان جرعننى غصصى بريقى وما شكرى لها الا لأنى عرفت بها عدوى من صديقى

دنياك لا تحفل بها وأسأل من اللَه السلامة إن الحياة جميعها طيف يعبر في القيامة

هذه الدّنيا حطام زائل فأطرحها عنك تحو النّعما كلّ ما فيها شقاءٌ وأسى وعداء وضلال وعمى

للنّاس من عبر التّاريخ موعظة وحكمةٌ من مآسي الدّهر والمحن والمرء يحصد في دنياه ما زرعت يمناه من سيء في النّاس أو حسن

أنّ الجهاد حياة والخمول ردّى وطيبي الذِكرِ بعد الموتِ أحياء

يفني البخيل بجمع المال مدته وللحوادث والأيام ما يدع كدودة القز ما تبنيه يهدمها وغيرها بالذي تبنيه ينتفع

تسل عن كل شيء بالحياة فقد يهون بعد بقاء الجوهر العرض يعوض اللّه مالاً أنت متلفه وما عن النفس أن أتلفتها عوض

إذا ذهب الوفاء فقل سلام على أهل المحبة والوفاء ولا تعتب على أبناء دهر فلون الماء من لون الإناء