إِنَّ النِساءَ كَأَشجارٍ نَبَتنَ مَعاً
مِنها المِرارُ وَبَعضُ المُرِّ مَأكولُ
إِنَّ النِساءَ مَتى يَنهَينَ عَن خُلُقٍ
فَإِنَّهُ واجِبٌ لا بُدَّ مَفعولُ
خَلَطنا البُيوتَ بِالبُيوتِ فَأَصبَحوا
بَني عَمِّنا مَن يَرمِهِم يَرمِنا مَعا
لا أَستَكينُ مِن المَخافَةِ فيهِمُ
وَإِذا هُمُ شَرِبوا دُعيتُ لِأَشرَبا
وَإِذا هُمُ لَعِبوا عَلى أَحيانِهِم
لَم أَنصَرِف لَأَبيتَ حَتّى أَلعَبا
يُبكَى علينا ولا نبكي على أحد
لنحن أغلظ أكباداً من الإبل
تَجَلَّد وَلا تَجزَع وَكُن ذا حَفيظَةٍ
فَإِنّي عَلى ما سائَهُم لَمَقيتُ
إِنَّ الشُجاعَ هُوَ الجَبانُ عَنِ الأَذى
وَأَرى الجَريءَ عَلى الشُرورِ جَبانا
أنا الذي ليس يُحصي ما أكابده
من الصبابة لا وصف ولا عددٌ
ولستُ أنكر تقصيري على شغَفي
لكن على حسن ظني فيك أعتمد
مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب
وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها
أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
مَلكْنا فكان العَفْو منَّا سَجيَّةً
فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ
وحَلَّلْتُمُ قتلَ الأسارى وطالَما
غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَح
وَلقدْ مررْتُ على اللّئيمِ يسبُّني
فمضيْتُ ثُمَّت قُلْتُ لا يعْنينِي
غَضْبانَ ممتلئاً عليَّ إهابهُ
إنّي وربِّكَ سُخْطُهُ يرْضيني
سُبْحَانَ مَنْ ألّفَ الضِّدَّيْنِ فِي خَلَدي
فَرْطَ الشّجَاعَةِ فِي فَرْطٍ مِنَ الجُبُنِ
لا أتّقي خَزَراتِ "الذِّئْبِ" تَرْصُدُني
وأتّقِي نَظَراتِ "الأَدْعَجِ" الشّدِنِ
قف شامخا مثل المآذن طولا
و إبعث رصاصك وابلا سجّيلا
مزّق به زمر الغزاة أذقهم
طعم المنون على يدي عزريلا
أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل
أطلق لها السيف وليشهد لها زحل
أطلق لها السيف قد جاش العدو لها
فليس يثنيه إلا العاقل البطل
قد أفعل الشيء لا أبغي به أملا
ولا أبالي الورى ماذا يقولونا
همي ضميري فإن أرضيته فعلى
رأى العباد السلام المستخفينا
وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً
فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إِذا رأيتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
وَإِذا سَطا خافَ الأَنامَ جَميعُهُم
مِن بَأسِهِ وَاللَيثُ عِندَ عِيانِهِ
المُظهِرُ الإِنصافَ في أَيّامِهِ
بِخِصالِهِ وَالعَدلَ في بُلدانِهِ
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِم
وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ
خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي
أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ