يا بائعَ الصَّبرِ لا تُشفِقْ على الشَّاري
فدِرهَمُ الصَّبرِ يَسوَى ألفَ دينارِ
لا شيءَ كالصَّبرِ يَشفي جُرحَ صاحِبهِ
ولا حَوَى مثلَهُ حانوتُ عَطَّارِ
عَفا واسِطٌ مِن آلِ رَضوى فَنَبتَلُ
فَمُجتَمَعُ الحُرَّينِ فَالصَبرُ أَجمَلُ
فَرابِيَةُ السَكرانِ قَفرٌ فَما بِها
لَهُم شَبَحٌ إِلّا سَلامٌ وَحَرمَلُ
تعزَّ، فإنَّ الصبر بالحرِّ أجمل
وليس على رَيب الزمان معولُ
فإن تكن الأيام فينا تبدلَّت
بنُعمَى وبُؤسَى، والحوادث تفعلُ
الصبر أولى غير أنّ الهوى
أحلاه ما لم يك فيه اصطبار
كَمْ وَلَهِي فيه وكَمْ عَبْرتي
ومُحْرَقي من غير نارٍ بنار
نال الصبور بصبره ما يرتجي
وصفت له الأوقات من بعد الكدر
فاصبر على المحن القواصد وانتظر
فرجا به تداولت دول القدر
سأصبرُ صبراً صبر أيوبَ دونَه
ولا أظهرُ الشكوى ولو مَسَّني الضرُّ
وإن قيلَ إن الصبرَ يضنى فإننى
أطيقُ الضنى في الصبر ما دام بي عُمْرُ