وَجَرَّبتُ قَلبي فَهوَ ماضٍ مُشَيَّعٌ
قَليلٌ لِخلانِ الصَّفاءِ غَوائِلُه
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَرى بَعدَما أَرى
جَماعَةَ قَومي نصرَةً وَالمَوالِيا
فَإِنّي رَأَيتُ الناسَ إِلّا أَقَلَّهُم
خِفافُ العُهودِ يُكثِرونَ التَنَقُّلا
بَني أُمِّ ذي المالِ الكَثيرِ يَرَونَهُ
وَإِن كانَ عَبداً سَيِّدَ الأَمرِ جَحفَلا
سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَوالي
مَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتا
وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ
تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
لا يطبعون وهم على أحسابهم
يشفون بالأَحلامِ داءَ الجاهلِ
والقائلين فلا يعابُ خطيبُهم
يومَ المقالةِ بالكلامِ الفاصلِ
متعي قلبيَ الحزينَ بوهمٍ
إنّ سرّ الحياة وهمٌ، وكانا
وَلا خَيرَ فيما كَذَّبَ المَرءُ نَفسَهُ
وَتَقوالِهِ لِلشَيءِ يا لَيتَ ذا لِيا
وَإِن أَعجَبَتكَ الدَهرَ حالٌ مِن اِمرِئٍ
فَدَعهُ وَواكِل حالَهُ وَاللَيالِيا
أَيا نَفسُ رِفقاً في الوَغى وَمَسَرَّةً
فما كَأسُها إِلّا مِنَ السُمِّ يُنقَعُ
إِذا لَم أَقُد خَيلاً إِلى كُلِّ ضَيغَمٍ
فَآكُلَ مِن لَحمِ العُداةِ وَأَشبَعُ
لست أبغي عن هواكم بدلاً
لا ولو أفضى بقتلي والزّوال
ليت شعري هل رضيتم عن فتى
شأنه الزلات يا أهل الكمال
وأهل الهوى واللهو في كلّ محفلٍ
ترى الجهل منهم في ارتكاب المناكر
ولا ناهياً عن منكر ورذالةٍ
كما البهم تمشي حافراً بعد حافر
دعهم وسر مُعرضا عنهم فإنهمُ
للعرض مقذرةٌ بل للعيون قَذَى
لو يسمحوا لي بكوني خادماً لهمُ
كانوا همُ الرجل إجلالاً وكنتُ حِذا
أقول لمن يخادعني
خدعت براءتي فاهنأ
كأنك فكرةٌ نبتتْ
ولم نسأل عن المنشأ
فكم من خادعٍ يقتاتُ
جهلاً ، جثةَ المبدأ
وَما يُدريكَ ما فَقري إِلَيهِ
إِذا مَا القَومُ وَلَّوا أَو أَغاروا
وَيُحضِرُ فَوقَ جُهدِ الحُضرِ نَصّاً
يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ
وَلَو يُجَمَّعُ رِفدُ الناسِ كُلِّهِمِ
لَم يَرفِدِ الناسُ إِلّا دونَ ما رَفَدوا
فَالمُسلِمونَ بِخَيرٍ ما بَقيتَ لَهُم
وَلَيسَ بَعدَكَ خَيرٌ حينَ تُفتَقَدُ
فَما المَرءُ مَنفوعاً بِتَجريبِ واعِظٍ
إِذا لَم تَعِظهُ نَفسُهُ وَتَجارِبُه
وَلا خَيرَ ما لَم يَنفَعِ الغُصنُ أَصلَهُ
وَإِن ماتَ لَم تَحزَن عَلَيهِ أَقارِبُه
قُل لِلجَبانِ إِذا تَأَخَّرَ سَرجُهُ
هَل أَنتَ مِن شَرَكِ المَنِيَّةِ ناجي
فَتَعَلَّقَن بِبَناتِ نَعشٍ هارِباً
أَو بِالبُحورِ وَشِدَّةِ الأَمواجِ
ما كنت آمل أن أبقى وقد ذهبوا
لكن أبى دون ما أختار أقدار
إليكَ يا ربنا الشكوَى فأنتَ ترَى
ما حل بالدينِ والباغونَ فُجارُ
إِنِّي اِعتَصَمتُ بِمَن وَقاني شَرَّها
فَإِنِ اِبتَغاها ما لَها مِن واقِ
أَبَني هَمُشكٍ إِنَّ إِبراهيمَكُم
مُحيي العُفاةِ وَقاتِلُ الإِملاقِ
أَكذبٌ في المَديحِ وَفي العَطايا
لَعمرِكَ ذاكَ خُسرانٌ كَبيرُ
وَلَيتَكَ لَم تَجِد فَعَقلتُ شِعري
إِلى مَن عِندَهُ الخَيرُ الكَثيرُ
أتْعَبتَ نفسَكَ في نصيحَة مَن يَرى
أنْ لا يرى الإِقبالَ والإِفلاحا