هيَ النفسُ يا عمّارُ لا شيء قبلها
من مبلغٌ عنّي الأركّ بن الأرَكْ
خبرتُ ذا الدهرَ حتى ليس تزعجني
أبا خالدٍ والمرءُ يعرفُ قدْرَهُ
وما زلْتُ والنّاسُ في المُخزياتِ
ليالي العُمرِ أحْسنُها اللواتي
لا تَحسَبوا غُمْضَ هٰذا الدّهْرِ من سِنَةٍ
قالت تُهَمّ على يُسْرٍ فقلتُ لها
هنيئًا أخي نيل الشّهادةِ إنّها
للهِ ثِقْلُكَ من شَهرٍ أخي عِلَلٍ
يا ليتَ شعري متى أعتامُ طائفةً
سألْتُها نظرةً يا قومُ فامتنعت
لم يسْلمِ القلْبُ من سلمى وما سمحت
ألا قد رأينا أعجبَ العُجبِ كلّهِ
قد سألْتُ النّحْويّ سيفًا سؤالًا
لا أجحدُ الفضلَ بل أُربيهِ إرباءَ
هو الدّهرُ حربٌ للكريمِ المُكَرّمِ
قالوا أيُقصيك محرومًا أبو حسنٍ
أمّا الودادُ الذي أبقيتهُ كرمًا
سُبْحانكَ اللْهُ كُلٌّ من سريرتهِ
وما لجوجٌ بحمل السيفِ ذو تِرَةٍ
من لِعَينٍ ليست تُهَوِّمُ ساعَهْ
أيا منزلًا أضحى كباقيةِ السَّطرِ
سَألتْني قَبْلَ النَّوَى بقليلٍ
أقولُ إذا مَا خِفْتُ أمْرًا: لَعَلّهُ
منى النّفسِ سلمى بل أعزّ من المُنى
أإن همى مَطَرٌ أو عارضٌ لَمَحا
أمّا الزّمانُ فلا تأمن غوائلهُ
لحُبّ الغنى نُبلي الجسومَ وإنّما
يشيدُ الفتى حِصنًا ليَأمنَ دهرهُ
أعيا أبو عَامِرٍ صَبري مُرَاوَغةً
تعاليتَ يا ربّ السّماء عن الذي
وضعَ الْفتى فوق الوسادةِ خَدّهُ
يا محسنَ الظنّ في الآنامِ كُلّهمِ
أخا الدِّينِ فاسمعها نصيحةَ مُشفقٍ
فتًى فَطَمتْهُ أمّهُ قبل ساعةٍ
يمينًا لقد أَسْرفتُ في الجهلِ حينما
قالوا تـسـلَّ ولا واللـهِ أَسْـمعهم
تَرنو تُصْمِيني وإن هِيَ أَعْرضَتْ
قضى الأنامُ ولم تُقضَ الأعاجيب
حاذِر أبا خالدٍ إمـضاءَ قـافـيـةٍ
أأدْرجَ الخلْقَ أدراجَ الفنا زَمَنٌ
وآمنتُ بالرّحمانِ لا ربّ غيرهُ
كتمُ الْهوى عنْك يا سلْمى يؤَرّقُني
ألا قَتَل الله الهوى شَرَّ قَتْلةٍ
مالي أراك لذي الدّنيا أخا ثِقَةٍ؟
لَعَمْري وما عَمْري عليَّ بِهَيّنٍ
سلمى وسُعدى وليلى والرّبابُ وما
إن كان سَرّحكِ الفراقُ وطُولهُ
هل أنْتِ من سَمَحَت بالغيْثِ قادرةً؟
قَامَتْ سُلَيْمَى وَوَلّت وَهْيَ ضاحكةٌ
خلعْتُ بابي لمن رام القِرى كرمًا
أسرعتُ جهلًا في هواكَ فَلمْتَني
من ذا يُعينُ متيّمًا في حبّ من
ضعِ الأمْرَ للأمرِ الشّبيهِ ولا تكن
اختر صحابكَ في الدنيا ذوي كَيَسٍ
ألا مُشْتَرٍ منّا جوارَ مُنَكّدٍ
يا نفْسُ صبْرًا على الأيّامِ والْقَدَرِ
لا يسْتقيمُ لَخلْقٍ حُسْنُ سيرتهِ
أَبَيتُ سوى العلاءِ وإنّ رهطًا
إنّي وإنْ كنتُ ذا بأسٍ وذا جَلَدٍ
ثِقي ثِقَةً باللّٰهِ يا نفْسُ واعْلَمِي
حبّذا الْيأْسُ يا فؤادي عِلاجًا
تَسُبّ أبي وتَهجُونِي اغتيابًا
وددْتُ لو أفتدي بالنّاسِ كُلّهمِ
أنا لسلمى على رَغمِ النّوى عَانِ
ألا لا تَزِدْ مِن سِيرةِ النَّاسِ إنّني
وَرُبّ مليحِ الدَّلِّ يُشْفى بوَجْههِ
وأمّلْتُ أن ألقى سُليْمى لحَاجةٍ
إنّي بُليتُ بقومٍ كلّهُم نَجَسٌ