أرى الخيرَ أن يقضي الفتى و هوَ أعزَبُ
قُبحاً لوجهكِ يا حَياةُ فلمْ أَنلْ
أَفي كُلّ يومٍ في بِلادي جَريمةٌ (إلى صديقٍ مصريّ)
علامَ اللومُ أمْ فيمَ العِتابُ
عذيريَ منْ نفسٍ ترى الكونَ قاتِما
هُوَ البينُ مكتوبٌ على كلّ عاشقِ
نُعاتبُ دهراً ليس يُصغي إلى العتَبْ
يا ابنةَ الشامِ إنّ بُؤسكِ بُؤسي
عَفَتِ الديارُ و فارقَ الأحبابُ
أهاجِرتي ماذا أفَدتِ منَ الهجرِ
يا نساءَ الأرضِ رِفقاً بالرجالْ
أخُنتِ العهدَ ويلكِ منْ هِجائي
أليسَ بهذا الدهرِ منْ صاحبٍ وفي
أراكَ تكتبُ شِعرَ الحبّ و الغزَلِ
من أينَ أبدأ تبكي الياءُ و الألفُ
كفى بكَ جهلاً أن تحِنَّ إلى الصِّبا
أراعكَ الصدُّ أم أودى بكَ المللُ
تَعلّقتِ بي جَهلاً و لستُ بباقِ
أرانيَ في حالينِ كِلْتاهُما أذىً
لولا انفرادي بين الحين و الحين
ألا من لمشتاقٍ إلى الشامِ لم يَزَلْ
تزوّجْ و أنجبْ ما اسْتطعتَ و عَدِّدِ
الحمدُ للهِ إذ لمْ أتّخذْ وَلَدا
بِمنْ تُفكّرُ نمْ ضاقتْ بكَ الفكَرُ
أغثني بماءٍ جفَّ حلقيَ و احترقْ!
ألا عشْ كي ترى العجبَ العُجابا
لا الشامُ ضاحكةٌ و لا الشّهباءُ
يا سائِلي عنْ سِلعةٍ تُغني الفتى
أَرى جَهلاً يَعُمُّ الأَرضَ حتّى
هَوّنْ عليكَ فما الحياةُ بمسْتَقرْ
في الوحدةِ الراحةُ الكُبرى و كُلُّ أذىً
لقدْ طالَ اغْتِرابي و ابْتِعادي
ألم تَعشْ لحظةً في العُمرِ خالدةً
لقدْ ذابَ قلبي في هواكِ و رَبّي
الحمد للهِ حمداً لا انتهاءَ لهُ
ثلاثةٌ رغمَ بُؤسِ العيشِ تُسعدُني
متى يَنتهي عُمري لأَسكُنَ قَبري
أَراني قد رَجَعتُ إِلى الدُّخانِ
يا منْ خَلقتَ نِساءً لا عِدادَ لها
يا عقلُ كُفَّ عنِ التفكيرِ و التَّرحِ
بمشاعِري و عَواطِفي لا تَلعبي!
و أَجملُ أَوقاتي تَكونُ بوَحدَتي
عَجِبتُ لمنْ تَزوّجَ في زَماني
أنامُ و أصحوْ و الحياةُ كما هِيا
إذا كانَ حَمدُ اللهِ يَحتاجُ بعدَهُ
النومُ أفضلُ شيءٍ في الحياةِ فنم
يقولونَ ثِقْ باللهِ تباً لِقولهم
تَمنّيتُ لوْ أني أموتُ بقَفرةٍ
لكَ الحمدُ حمداً لا أريدُ ثَوابهُ
أَرى الجهلاءَ هُمْ أَهلُ الثّراءِ
إنْ كُنتَ تُممهِلُني لأعملَ صالِحاً
قالتْ أُحِبُّكَ قُلتُ لا أَهْتَمْ
سِلماً أَقَمتُ معَ الأَنامِ و إِنّما
سأَشُقُّ دربي سائراً نحوَ العُلا
إِذا شئتَ هذا العُمرَ صَفواً منَ الكَدر
يا ليتني لم أَكنْ يوماً منَ العربِ!
أَيها المتفيُّ عنْ أَرضِ الوطَنْ
وَهمتُكِ بالهوى و حَملتُ وِزري
مُخالطَةُ الأَنامِ تَجرُّ سُقماً
الشّهيدُ عبدُ الباسطِ السّاروت
و لولاكَ يا ربّاهُ مُتُّ منَ الوَجَل
يا نفسُ قد كَثُرتْ ذُنوبكِ فانتهي
إِذا أَنتَ لم تقرأ و لم تتعلمِ
و منزلةُ الإنسانِ عنديَ عَقلُهُ
تحمّلْ و اصطَبرْ فالعُمرُ ساعة
لا تيأسنَّ و كُنْ بربكَ واثقاً
حدّدْ طريقكَ في الحياةِ فإِنما
عفتِ الديارُ و شَحَّ منها الماءُ
لولاكِ يا شهرزادي / أولُ قصيدةٍ كَتبتُها