يَارَبَّ النَّاسِ وَخَالِقَهُمْ
العَقلُ الصَّامِتُ يَتَكَلَّمْ
أيُّهَا النَّائِبُ الزَّمِيلُ المُجِدُّ
نَصَحتُ فَلَمْ تَسمَع لِنُصحِي
نَظَمتُ الشِّعرَ مُذْ أنْ كُنتُ طِفلاً
تَجَاهَل مَا تَرَاهُ بِلا مَعَانِي
تَضَارَبَتِ المَشَاعِرُ فِي فُؤادِي
وَأعَلمُ حَتمَاً أنَّنِي غَيرُ مُرتَضٍ
أُحِبُّكَ لَوْ تَدرِي لَقُلتَ مُحَالُ
جُودِي بِوَصلٍ فَإنَّ الوَصلَ قَدْ آنَا
لَئِنْ تَكُ نَفسٌ فِي الحَيَاةِ زَهِيدَةٌ
اصبِرْ عَلَىٰ تِلكَ الحَيَاةِ فَإنَّهَا
أنَسِيتَ ذِرَاعَاً قَدْ دَارَتْ
لَا تَضحَكُ الأيَّامُ فِي وَجهِ امرِئٍ
نَظَرَاتُ الحُبِّ المَنسِيَّهْ
أيَعلَقُ قَلبِي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ
بَينَمَا تَحمِلُ الجِبَالُ صُخُورَاً
ألَا أصبِحِينِي مَيِّتَاً يَا مَنِيَّتِي
لا تُصَدِّقْ كُلَّ مَا يُلقىٰ إلَيكْ
أبِي أَرثِيكَ فِي يَومِي وَلَيلِي
وَمَضَىٰ الدَّهرُ فَأمضَىٰ سَيفَهُ
تَبَادَرَ فِي الصُّبحِ فِي يَومِنَا
ألَا إنَّ دَمعِي يَسقُطُ اليَومَ بَاكِيَا
وَشُربُ السَّجَائِرِ شَرٌّ كَبِيرْ
يَقُولُونَ شُربُ الخَمرِ لِلنَّفسِ رَاحَةٌ
وَأهجُو مَنْ أشَاءُ مَتَىٰ أشَاءُ
وَهَالَنِي مِنْ أمرِهِ مَا هَالَنِي
ناهِضٌ بِالشعرِ مِنْ كَبوَتِهِ
وَلَعنَةُ عَينَينِ قَدْ حَلَّتْ
إنِّي وَإنْ طَالَ الزمَانُ لَنَائِلٌ
إنِّي بِعِشقِ البَدرِ مَهوُوسُ الفُؤادْ
أَتَظُنُّ أنَّكَ فِي بِلَادِي تَنتَصِرْ
الشِّعرُ عَنْ نَفسِي بِهِ أتَكَلَّمُ
سَهَوتُ بِنَفسِي نَحوَ مَاضٍ تَرَاكَمَا
إنَّ الهَزِيمَةَ إنْ شَدَّت جَحَافِلَهَا
تَدَاعَت قُيُودُ المَوتِ حَتَّى تَقَطَّعَت
أخُونَا أحمَدٌ لِلسِّنِّ طَبٌّ
لِكُلٍّ فِي الحَيَاةِ نَصِيبُهُ
أَلَا رُبَّ تُأْتَىٰ كُلُّ نَفسٍ نَصِيبَها
سَأَظَلُّ أُحِبُّك مِنْ قَلبِي
أَرَدتُكَ أنْ تَكُونَ أعَزَّ خِلٍّ
فَإذَا رَأَيتَ البَدرَ فِي أفلَاكِهِ
وَالشَّوقُ وَاللَّهفُ إلَيكَ يَزِيدْ