أتذكر يومَ مضى يورق في جسدي الملح
سأوضح ما التبسَ على العالمِ فهمه
لقد كان على بالي أن لا أشتاق وميضَ البرقِ
أشاهد الحدَآت حين تجيء إلى حمأتها
اِندلاع القرى تحت أعمدة الفيضان
زمن مسكوب من الجهة الأخرى للأرض
هنيئا لخريف يحمل في اليد قدَرا مرئيّا
ليل أوقد غيمته المثلى تحت ثيابي
إني رجل يعشق أن يمشي تلقاء النخل
حتى إذا الغيم قاد خطاه إلى السهب
مدن تدّخر النوم بأجفان العتَمة
عزف منفرد على شرف الريح الغربية
أرجّح أني الآن سأقرأ أسفار الريح
هل زمزم الرعد فوق صدور المياه؟
لا قيظَ يكون جديرا بظهيرة هذا اليوم
لشمسي أقود النهارات ذات المباهج
على الطرق المستحيلة أفتح نافذة
ثم طفقْتُ أغنّي بمواويلي الرحبةِ منفرداً
أرحّب مغتبطاً بوداعةِ هذا المساءِ
فلتحدِّثْ سماءَك عني أيا أيها الأفْقُ
أقْبَلُ اليومَ أن أصطفي حجَرا نابهاً
أنشودة إلى الحمام الذي خبّأ الريح في البرجِ
سأقضي العمْر أجاور سنبلة العالمِ
مادِحاً للفراغ المجيدِ نزلتُ الطريقَ
كم غزلنا احتمالاتنا ببروق الهضاب
يمينَ المنزل ذاك الناظرِ للتلِّ
سلاما أيا سيّدَ العتباتِ العريقةِ
أنا من جادَ عليهِ النهر بمعطفهِ
أجّلنا مدح الخيل إلى وقتٍ آخرَ
بمناديل الساحلِ أوقدْتُ الرقْصَ
بابان للظل الشريدِ وساقيتان تنوسانِ
ها هي ذي الريح تشرح معنى المسافات
المنتزه الموجود على خاصرة الشارع