الديوان » العصر العثماني » يونس بن الشيخ خضر » ألا ما لشمل المجد أضحى مبددا

عدد الابيات : 38

طباعة

ألا ما لشمل المجد أضحى مبددا

فأورثنا حزنا طويلا مدى المدا

وما بال قلبي لا يفك من الجوى

كأن به جمر الغضا قد توقدا

نعم سار قلبي يوم ساروا أحبتي

وحادي المنايا في ركايبهم حدا

وفارقني صبري وقد كنت قبل ذا

صبورا ولم احفل بما صنع الردا

لفقد كريم كان للحق ناصراً

وكان على الاعداء عضبا مهندا

فتى أورث العلياء شجوا وغصة

وألبسها ثوب الحداد مجددا

أهاب به داعي الأسى فأجابه

وسار به حادي المنية واغتدى

بنفسي من قد كان لله نفسه

وإن حاد أقوام عن الحق والهدى

فتى ما رأينا الحقد يغلي بصدره

ويعفو عن الجاني ولو أنه اعتدى

ولما فقدت القرم من آل هاشم

تقرح قلبي للمكارم والندى

فكيف ادخار الحزن من بعد موته

ولم يبق مني لي عليه تجلدا

فكيف يصان الدمع بعد فراقه

وها أدمعي تجري دما متبددا

فلهفي على رب العلوم الذي بها

لنا كان قبل اليوم مهدي ومرشدا

ولهفي على علم العروض الذي قضى

وبندبه من كان للشعر منشدا

ولهفي على الآداب تبكي ثواكلا

وقد اصبحت بعد التجمع شردا

فموكبها بعد السكينة نافر

ومركبها صعب وكان ممهدا

غدا الجهل فيها مذ نأيت بصرفه

وقد كان قبل اليوم يمشي مقيدا

تنوح عليك النايحات عشية

وشلوك يمسي في الثرى القبر ملحدا

عهدنا لديك الليل يشرق أبيضا

وبعدك عاد الفجر يطلع أسودا

وكنت جلاء العين أنت من القذا

وذا منظري قد صار بعدك أرمدا

فكان بكائي أنني لا أرى أخا

ودوداً فمن لي أن ارى المتودا

تفلق أبواب التصبر والعزا

علي وصبري صار ملقى بها سدى

بكيت على شيخ تسربل بالعلى

وقد كان لي ذخرا وفخرا ومقتدا

مضى اليوم من قد كان تعتده لنا

وإن كثر الباقون ممن تودا

فدينا أخا المعروف والحلم والتقى

بما شاء وشك البين لو يقبل الفدا

فلا تحسبن أني سلوت مصابه

ولو عشت في هذا الزمان مخلدا

سأبكي على شيخي وإن تربت يدي

وأقضي له حقا على مؤكدا

فيا ليت ما وافاه من فيض ادمعي

يصيب محلا بالجناب تأبدا

سليمان يا وافى الذمام ومن له

توجلت الاحباب بالحزن والعدا

فدمعي عليك اليوم أصبح مطلقا

وأمسى لسان الشعر فيك مقيدا

على الحلة الفيحاء من بعدك العفا

وقد ناح لما أن فقدت بها الصدا

سقى الله قبرا ضم شخصك تربه

سحايب رضوان من الله في المدى

فصبرا بنيه والتصبر دأبكم

وإن جل هذا الخطب وابدوا التحمدا

ففي الصبلا ي زال الجلالة والتقى

وعظم اجور الصابرين له غدا

فأنتم جبال الحلم ان ناب حادث

جلامد صم وقعها يصدع الردى

ووالدكم وافى الى ظل حيدر

بأعلى جنان الخلد جاور أحمدا

وقلت به لما أتى نحو أحمد

مقالة صدق لم أكن مترددا

فمذ مس قلب المجد بالوجد أرخوا

سليمان يمسي في الجنان مخلدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن يونس بن الشيخ خضر

avatar

يونس بن الشيخ خضر

العصر العثماني

poet-younes-bin-sheikh-khadr@

1

قصيدة

3

متابعين

يونس بن الشيخ خضر الشيخ يونس بن الشيخ خضر النجفي له قصيدة في رساء استاذه سليمان توفي سنة 1796م.

المزيد عن يونس بن الشيخ خضر

اقتراحات المتابعة

أقراء ايضا ل يونس بن الشيخ خضر :

أضف شرح او معلومة