محمد بن مصطفى المجذوب الحسني، شاعر وكاتب وروائي وداعية ومناضل سوري ولد في طرطوس في سوريا سنة 1907م، وهو من أسرة دينية محافظة تعمل في التجارة ولها صلة بعلوم الدين واللغة العربية. يقول المجذوب عن أسرته: (نشأتُ في بيت ملتزم بأركان الإسلام عبادة وسلوكاً، وأذكر أنني كنت في سن الحداثة، ولما أتجاوز الثانية عشرة من العمر، أقوم بصلاة التسابيح في الليل).
تلقى دراسته الأولية في الكتّاب، ثم في مدارس الدولة العثمانية، وكان من أساتذته عمّه الشيخ عبد الله المجذوب الذي كان رجل دين وإماماً للصلاة.
لم يكمل المجذوب الخامسة عشرة، حتى توفي والده فقام بأعباء أسرته، وتحمل مسؤولية نفقات أخوته وأمه مبكراً، وكان له مشاركة في جهاد الاحتلال الفرنسي تعرض جراءها للسجن والمطاردة.
عمل في سلك التعليم في سورية، وهاجر إلى المدينة المنورة وعمل هناك مدرساً بالجامعة الإسلامية حتى تقاعده ثم عاد إلى موطنه وتفرغ للتأليف حتى وفاته في اللاذقية
شغف منذ طفولته بالمطالعة وكان يستأجر الكتب ليطالعها وبقي هذا دأبه في القراءة حتى وفاته، أما في مجال الشعر والكتابة فقد بدأت علاقته به وهو لم يبلغ العشرين من عمره وكان من دعاة الأدب الإسلامي الملتزم الذي يهتم بقضايا الأمة المصيرية ونشر قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات منها: (حضارة الإسلام) وقد جمعت مقالاته وبحوثه فيها في كتاب (مشكلات الجيل في ضوء الإسلام).
قال عنه الدكتور شوقي عبد الحليم حمادة ــ أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر ــ: (الأديب النابه، والقاصّ البارع، والشاعر العملاق، والخطيب المفوّه، والكاتب الموهوب. تتميّز آثاره في مختلف حقول المعرفة بأنّها دائماً حديث القلب إلى القلب، لأنّها من قلم مجاهد يصدع بكلمة الحق، ولا تأخذه في الله لومة لائم، فهو لذلك مرتاح الضمير مطمئن القلب).
وقال عنه الأستاذ عبدالله الطنطاوي: (الأستاذ محمد المجذوب علم من أعلام الفكر، والشعر، والأدب، والدعوة إلى الله على بصيرة.. كان يعدُّ في الرعيل الأول من الشعراء السوريين، أمثال: بدوي الجبل، وعمر أبي ريشة، وعمر بهاء الدين الأميري، وعندما أصدر ديوانه الأول: «نار ونور» عام 1949م، قرأنا كلاماً منصفاً لمقدّم الديوان الشاعر الكبير بدوي الجبل، فقد أطرى الشاعر وشعره، ووقف عند قصيدته (نجوى قبّرة) وعدَّها من الأدب العالمي لما فيها من روح إنسانية شفيفة، وأسلوب مرهف، وصور أدت الغرض الإنساني الذي رمى إليه الشاعر في قصيدته البديعة هذه).
كتب عنه المستشار عبد الله العقيل في (من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة) ومحمد علي شاهين (محمد بن مصطفى المجذوب) ومحمد نعسان عرواني (فضيلة الشيخ محمد المجذوب الحسني) وأنور الجندي في (مصابيح العصر والتراث)
حصل المجوب على الجائزة الأولى لجامعة الدول العربية سنة 1948م على نشيده الوطني الذي نظمه، حيث تم اختياره من بين مائة نشيد.
ترك المجذوب أكثر من خمسين مؤلفاً ما بين شعر وسرد ومسرحيات ومجموعات قصصية وهو بعد من روّاد القصة والرواية في سورية والوطن العربي ومن مؤلفاته:
فضائح المبشرين.
اليوبيل الفضي الذهبي.
المرشد في الأدب العربي (مع آخرين).
نار ونور (ديوان شعر كتب مقدمته الشاعر الكبير بدوي الجبل).
من تراث الأبوة (مسرحية).
قصص من الصميم.
صور من حياتنا.
فارس غرناطة وقصص أخرى (مجموعة قصصية).
الأدب العربي (للسنة الأولى للجامعة الإسلامية).
الأدب العربي( للسنة الثانية للجامعة الإسلامية).
دروس من الوحي.
قصص وعبر.
مشكلات الجيل في ضوء الإسلام.
تأملات في المرأة والمجتمع.
مشاهد من حياة الصديق.
همسات قلب (ديوان شعر كبير).
قصص من سورية.
مدينة التماثيل.
قاهر الصحراء.
ثورة الحرية.
الكواكب الأحد عشر.
بطل إلى النار.
من أجل الإسلام وحواريات أخرى.
الآيات الثلاث.
كلمات من القلب.
بطل من الصعيد وقصص أخرى.
دماء وأشلاء.
قصص لا تنسى من تاريخنا.
أفكار إسلامية.
كلمات مضيئة.
الألغام المتفجرة.
اللقاء السعيد وقصص أخرى.
علماء ومفكرون عرفتهم (ثلاثة أجزاء).
خواطر ومشاعر.
قصص لا تنسى.
ذكريات لا تنسى.
ردود ومناقشات.
السبيل القريب إلى صناعة الأديب.
صرخة الدم (رواية).
ألحان وأشجان 0(الديوان الثالث).
الإسلام في مواجهة الباطنية .
لزم بيته، فلم يغادره إلا لضرورة، واعتزل الناس، وأكبّ على أوراقه وقلمه، وألف أربعة كتب، ثم وافاه الأجل المحتوم في شهر يونيو 1999م،