أوجلان … أبداً لم يكنْ شامخاً، وعظيم الرّؤى مثلما هو في عرسِهِ الآن أزهارُ ثلجٍ على قمةِ المنحنى وقناديلُ مِن ذهبٍ تتوهَّجُ في ظلِّه ورفوفُ طيورٍ مهاجرةٍ تتداخلُ عبرَ ثقوبِ السماواتِ أو تتعانقُ في مقلتيه ونهرٌ عظيمٌ من الشَّهقات الحزينهْ يلبسُ أمواجَهُ فجأةً ويحطُّ على كَتِفَيْهِ المعذبتين – تحطُّ خيولُ المغولِ قديماً على كَتِفَي أوجلان الوحيدُ هنا وهنالك… في حيث تنتفضُ الرُّوحُ زاعقةً فوقَ أضرحةِ الشهداءْ والحزين الذي قتلَ الضعفَ والذلَّ في رحلةِ النَّفيِ والابتلاءْ الغريبُ المقدَّس في صلواتِ تمرُّده المتفرد في حالتيه شموخ الإرادة والانتماء * * * أوجلان أيها الحارس الجبلي الذي انتزع الشمس من كهفها ذات ليل وراح يدحرجها خلفه كرة ضخمة من دخان – هو ذا مجد مثلك في صنع مثلك في مثل هذا الزمان – هو ذا قدر الحق ما بقيتْ رايةُ العدلِ ساقطةً… والجريمةُ صاحبةُ الصولجانْ… – هي ذي لعنةُ العصرْ ما بقيَ الحاكمُ المتألّهُ في عمرِهِ السرمديِّ تشيخُ الملايينُ تحتَ عباءته وهوَ مبتسمٌ خالدُ العنفوانْ * * * أوجلانْ… وهموا ينفخونَ مزاميرَهُمْ فرحاً ويَدُقّونَ أصفادَهم ومساميرَهم في يَدَيْكْ وجيشٌ من السَّامريين والقرمطيين والعملاء المرابين يرنو إليكْ… سلامٌ عليكْ سلامْ الشعوبِ عليكْ سلامُ الخلودِ عليكْ سلامُ الإلهِ عليكْ!
ولد الشاعر السوداني محمد مفتاح رجب الفيتوري عام 1936 في الجنينة، وهي بلدة تقع على الحدود الغربية للسودان، وذلك لأب ليبي وأم مصرية، ويعد من رواد الشعر الحر الحديث ويلقب ...