الديوان » مصر » علي محمود طه » غرفة الشاعر

عدد الابيات : 16

طباعة

أيها الشَّاعرُ الكئيبُ مضى الليـ

ـلُ وما زلتَ غارقًا في شجونِكْ

مُسْلِمًا رأسَكَ الحزينَ إلى الفكـ

ـرِ، وللسهدِ ذابلاتِ جفونِكْ

ويَدٌ تُمسكُ اليراعَ وأخرى

في ارتعاشٍ تمرُّ فوقَ جبينِكْ

وفمٌ ناضبٌ به حَرُّ أنفا

سكَ يطغى على ضعيفِ أنينِكْ

لستَ تُصغي لقاصف الرعدِ في الليـ

ـلِ، ولا يزدهيكَ في الإبراق

قد تمشَّى خِلالَ غرفتِكَ الصمـ

ـتُ ودبَّ السكونُ في الأعماقِ

غيرَ هذا السراجِ في ضوئِه الشَّا

حبِ، يهفو عليكَ من إشفاقِ

وبقايا النيرانِ، في الموقد الذَّا

بل، تبكي الحياةَ في الأرماقِ

أنتَ أذبلتَ بالأسى قلبك الغضَّ

وحطَّمتَ من رقيقِ كيانكْ

آه يا شاعري، لقد نصلَ الليـ

ـلُ وما زلتَ سادرًا في مكانِكْ

ليس يحنو الدُّجى عليك ولا يأ

سى لتِلك الدموعِ في أجفانِكْ

ما وراءَ السُّهادِ في ليلك الدَّا

جي، وهلَّا فرغتَ من أحزانِكْ؟

فَقُم الآنَ من مكانِكَ واغنمْ

في الكرى غَطَّة الخليِّ الطَّروبِ

والتمسْ في الفراش دِفئًا يُنَسِّيـ

ـكَ نهارَ الأسى وليلَ الخطوبِ

لستَ تُجْزَى من الحياةِ بما حُمـ

ـلتَ فيها من الضَّنى والشحوبِ

إنها للمجونِ، والختلِ، والزَّيـ

ـفِ، وليستْ للشَّاعر الموهوبِ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي محمود طه

avatar

علي محمود طه حساب موثق

مصر

poet-ali-mahmoud-taha@

103

قصيدة

526

متابعين

شاعر مصري ينتمي إلى المدرسة الرومانسية،ولد علي محمود طه المهندس عام 1901م بمدينة المنصورة، وقضى معظم شبابه فيها. تعلم في الكُتاب وحفظ بعضا من سور القرآن الكريم، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية، ...

المزيد عن علي محمود طه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة