عدد الابيات : 15

طباعة

زَهَرَاتُكِ الحمرُ التي أسْلَمْتِها

بيديَ مودِّعةٍ يمينَ مُودِّعِ

لمَّا وصلتُ إلى المصيفِ حملْتُها

كالطِّفْلِ نَامَ على ذِرَاعِ المرضعِ

أمْشي بها فَوْقَ الرِّمالَ كأنَّنِي

أمشي بطَيْفٍ في الظَّلَامِ مُقَنَّعِ

مَضْمُومَةَ الورَقاتِ طيَّ غِلَالَةٍ

وُسِمَتْ بطابَعِ ذوقكِ المترفِّعِ

مَحْجُوبَةً كَأَمِيرَةٍ شرقيةٍ

في هَوْدَجٍ أَسْتَارُهُ لم تُرْفَعِ

حتى إذا أويْتُها بَعْدَ السُّرَى

وخَلَعْتُ عنها لِبسَةَ المتمنِّعِ

هَشَّتْ لآنيتي وأشْرَقَ لَوْنُهَا

وَتَرَدَّدَتْ أنْفَاسُها في مَضْجَعِي

وَمَضَتْ تُخَالِسُنِي حَيِيَّ لحاظها

لا تَشْتَكِي سَهْرًا وَفَرْطَ تَطَلُّعِ

هيَ أنْتِ، أحْلَامٌ تغازلُ نَاظِرِي

وَتَصُبُّ حُلْوَ حَدِيثِهَا في مِسْمَعِي

هيَ أنْتِ، أطْيَافٌ تعانِقُ مُهجَتِي

وتَفِرُّ حينَ تُحِسُّ حُرْقَةَ أضْلُعِي

أمْسَتْ تُعابِثُنِي ومِلْءُ شِفَاهِهَا

مِنْ مُغْرَيَاتِكِ بَسْمَةٌ لِتَوَلُّعِي

ومكرتِ مكَركِ يا حبيبةُ وانقضى

ليلي، وأنتِ لديَّ ساهرةٌ معي

أرسلتِها عينًا عَلَيَّ رقيبةً

تأتيكِ بالخبرِ العجيبِ الممتِعِ

تُحصي حَراكيَ إن مشيتُ لشرفتي

وتعد خطوي إن رجعتُ لموضِعِي

شهِدَتْ بأني مُذ تركتُك حائرٌ

متفرِّدٌ بصَبَابتي في مخْدعِي!!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي محمود طه

avatar

علي محمود طه حساب موثق

مصر

poet-ali-mahmoud-taha@

103

قصيدة

526

متابعين

شاعر مصري ينتمي إلى المدرسة الرومانسية،ولد علي محمود طه المهندس عام 1901م بمدينة المنصورة، وقضى معظم شبابه فيها. تعلم في الكُتاب وحفظ بعضا من سور القرآن الكريم، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية، ...

المزيد عن علي محمود طه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة