الديوان » مصر » محمود غنيم » نعي الشتاء

عدد الابيات : 29

طباعة

تعادَلَ الليلُ والنهارُ

وأدرك القرَّ الاحتضارُ

وراح فصلُ الشتاء يهوى

في هُوَّة مالها قرار

يا صفرةَ الموت، أدركيه

ليكسُوَ الأرضَ الاخضرار

كما ارتدينا؛ فما وقانا

منه شعارٌ ولا دثار

لا كان! هل فيه غيرُ برقٍ

من عينه يقدحُ الشرار؟

وغيرُ رعد يصُكُّ سمعي

كأنما صوتُهُ خُوار؟

يا من رأى قلبه صريعًا

غنى على رأسه الهَزار

أما ترى السُّحبَ يومَ ولىَّ

جفَّت لها أدمعٌ غِزار؟

لا يُثلجُ الغيثُ حين يهمي

صدري ولو جفَّت الثمار

وإن تغنَّتْ به تميمٌ

وسبحتْ باسمه نزار

الدْفءُ والضَّوءُ أين راحا؟

لِينكشفْ عنهما السِّتار

الطيرُ والأيكُ أين غابا؟

لينتفضْ عنهما الغبار

كم من نهار مضى عليه

ثوبٌ من الليل مستعار!

رياحُهُ آذنتْ بحرب

فالنَّقع في جوِّه مُثار

كأن شمسَ الشتاء ظبيٌ

من طبعه الدلُّ والنِّفار

أو وجهُ عذراءَ ذَاتِ خِدرٍ

تظنُّ أن السفورَ عار

لا بدْرُهُ إن بدا لجيْنٌ

كلا، ولا شمسه نضار

ولا أواذيُّه مَرايَا

والنبتُ من حولها إطار

كم أصبح الفحْم وهُو فحم

كالزاد لم تَخل منه دار

كل امرئٍ كالمجوس فيه

أمامَه موقد ونار

نجومه قد مشيْنَ حبوًا

وشمسه جرَّها البخار

إن جنَّ فيه الدجى احتجبْنَا

فالأرض من أهلها قفار

وبات كل امرئٍ سجينًا

في داره حوله حصار

يا ليت أعمارَنا ربيعٌ

صِرفٌ، ولو أنها قصار

لهفي على معشرٍ إذا ما

دارت عروسُ السماء داروا!

مشَوْامع الشمس؛ كلُّ فصْل

له به كعبة تزار

كم ضاق مشتىً بهم؛ وجادت

لهم بشُطآنها البحار

قد لطَّف المالُ كلَّ جو

فلا صقيعٌ، ولا أُوار

وبات في الحالتين يشقى

من خانه مثلىَ اليسار

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمود غنيم

avatar

محمود غنيم حساب موثق

مصر

poet-mahmoud-ghoneim@

82

قصيدة

415

متابعين

توجد روايتان عن مولد الشاعر: محمود غنيم الاولى أنه ولد في ١٩٠١م،والثانية أنه ولد في 1902م،وقد ولد بقرية مليج في محافظة المنوفية. ويعد واحد من أبرز الشعراء العرب في جيله، وهو صاحب ...

المزيد عن محمود غنيم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة