الديوان » السودان » عبد الوهاب لاتينوس » عن المنفى مقام سابع

إلى/الأب الرفيق توماس سينكارا
الإله الذي غُدر به باكراً من قبل قوى الشر!
(1 )
وحيداً أنتَ في المنفى
يتسرَّب الجنون إلى روحكَ
روحكَ التي صارت خربة
كوكرِ عناكبٍ!
نصفكَ حيٌّ ، بينما نصفكَ الآخر ،
يرزح تحت ثقل اللا معنى!
(2 )
ها أنتَ إبن العدم
تتساقط عنكَ الحياة ،
ورقةً ورقة ، كزهرةٍ غزتها الجفاف
تتصحّر وتُذبل ،
ثم تتهاوى داخل عدم كثيف ،
يبتلعكَ وكأنكَ لم تكن يوماً!
(3 )
ها أنتَ كلوحةٍ ضُربتْ ألوانها
بريشةٍ رسّامٍ سوداويٍّ ،
لم يرَ في الحياة سوى بؤسها!
رسّامٌ تعرفه الأقبية الحزينة
والأرصفةِ الضيقةِ المكتظةِ
بأشباحِ بشرٍ يطلقون الشتائم!
رسّامٌ تعرفه حانات السُكرِ الليلي
وقناني نبيذ رديء
تعرفه عتبات المواخير
وأحضان المومسات!
(4 )
ها أنذا صرخةُ عدمٍ
على شفيرِ سكينِ الوجود
بكاء الله الولول ،
حسرته الكامدة ،
ذنبه الصغير على فكرةِ المشيئة!
(5 )
أو ربما عاهرة بجسدٍ متورِّدٍ
بعد سهرةٍ ، قدّتْ مِن قميصِ الخطيئة
تنهض مِن سريرِ الشهوةِ
عارية ، يغازل نهداها ،
ستائر الغرفة باهتة الأضواء!
(6 )
مَن لم يترك حواف معطفه
على كراسي الحانة المهترئة ،
مَن لم يرَ أحدهم يدلق النبيذ
والحزن يخرج مِن فمه ،
كفراشاتِ الصباح ؛
مَن لم يعرف معنى التيه
بعد ليلة سُكرٍ لعينٍ ؛
مَن لم تهدُّ لوعة الحنين جسده
إلى وطنٍ فُطِم منه
قبل الآوان ؛
مَن لم يذق كل هذا ،
فهو ليس جديراً بأن يقول كلمةً لأحد
أن يبصقَ في وجه الحياة
أو أن يكتبَ نصّاً ، كوحيٍّ
يذيب صخرة العدم!
(7 )
في المنفى الحياة خرابٌ يسيل مِن فمِ الله
مملكةٌ على تخومِ جحيمٍ تتأججُ ناره!
في المنفى الحياة جثةٌ منفوقةٌ لا تغري
الكلاب السائبة ، ولا القطط الشريدة!
في المنفى وحده ستموت البراءة ، تشنقُ
على يدِ آلهة الظلام .
ستموت البراءة مخنوقاً ، بعينين جاحظتين
مِن فاجعةِ غدرٍ لعينٍ!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الوهاب لاتينوس

avatar

عبد الوهاب لاتينوس حساب موثق

السودان

poet-abdel-wahab-latinos@

50

قصيدة

274

متابعين

الشاعر الشاب عبدالوهاب محمد يوسف المعروف باسمه الأدبي عبدالوهاب لاتينوس، ابن مدينة نيالا المولود في العام 1994م، درس الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم ،عضو مشروع الفكر الديموقراطى، ومجموعات القراءة من ...

المزيد عن عبد الوهاب لاتينوس

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة