سأسند رأسي، وأقول الحق قرب شجرة الزعرور ثمارها الصفراء المُستندة إلى جذوعها مبللة بندى استيقاظي المستند إلى الخضراوات. سأسند رأسي على ضفة نهر كثير التثاؤب في الفجر يتمطى، يستند إلى كتف الرصيف ينفث من فمه الضباب، والرذاذ، ولوحات مائية وهو مستند إلى حقيقة ما يسري في العظام كنبيذ قانا الجليل. سأسند رأسي، وأقول الحق: يعجبني ملك فرنسا جاك بريفير الأول يمسك بمخلوقاته المتنوعة، ويسندها إلى كرّاسته: من لويس حتى نابليون الشاب يسندهم إلى طاولة التشريح، وبمبضعه يبدأ في تقطيع أوصالهم فيكتشف أنهم لا يفيدون شيئاً. لهذا يغادر منزله قرفاً، مستنداً إلى عصاه باتجاه النهر يسند إصبعه في قفا الليل ويبدأ بالتجذيف وسط الجموع. كان جدّي كنعان أيضاً يستحضر أكسيد السيلكون لكنه لم يثق فيه كثيراً لهذا لجأ إلى لعبة مزدوجة: كتب سنداً واستند علي، ولم يكن لي سَنَدٌ: رملٌ.. ورصاص وأضاف لها أبجدية المقاطع وصاح: هذا كريستالي وفجري، استندي أيتها الشمس البحرية إلى زنود العالم. على سبيل المثال، لا الحصر هناك شاعر نظيف السروال، والقبعة ملكية يسند رأسه قرب قواقع الأرجوان صاحب مزرعة أبقار على شواطئ البحر يشرب النبيذ، ويمارس الهرولة الصباحية يلتهم اللحم المشوي المستند إلى الفحم في غابة البحر القرمزية الموجات تتوالي، كتفتفة البحر على كائنات الشاطئ. رغم أن كل ذلك يجعل لعابي يسيل بغزارة إلا أنني مضطر للقول: جاك بريفير... على العكس من ذلك يبدو لي أنه عندما كان في الصف السادس الابتدائي كان يسند فأسه إلى أريكة مهترئة في حديقة معشوشبة يرتشفُ زجاجة نبيذٍ من القرن التاسع عشر مكتوبٌ عليها، اسم جدّه الأول بحروف معوّجةٍ من ذهبْ لكنْه... وقد أكّد لي ذلك أكثر من شاعر: كان يلبس "الطائر الميمون" و"فرسان العرب" وكافة الأقمشة الرخيصة التي كنا نستر بها عوراتنا القروية في فلسطينْ.
ولد الشاعر والأديب والمفكر الفلسطيني عز الدين المناصرة عام 1946م، في بلدة بني نعيم في الخليل،حصل على شهادة (الليسانس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968م، ...