اسقِنِيها وافضحي فيَّ الظلاما.. بلغتْ نشوتَها الخمرةُ في خدّيكِ نَثْرَ الوردِ في كأس الندامى.. ورَوَتْ مبسمَ وردٍ نَزَعَ التاجَ وألقاهُ بأرواحِ السكارى بمعانٍ نَزَعَتْ ألفاظَها وَقَفَ العشقُ على كفّيهِ مجنوناً من النشوةِ والعودُ ارتخت أوتارُهُ واللحنُ قاما.. وانتضاني ضائعَ اللُّبِ بعينيَّ من الأمسِ دَمُ العنقودِ والجفنُ انكساراتُ خزامى.. جسدي مرتعشٌ أنضوه عنّي يرتديني وأنا أمسحُ خديَّ بما ضكَّ وما أرخى الزماما.. متعبٌ منّي ولا أقوى على حملي لبيتٍ كلما قاربتهُ ينأى بما سهّدني العشقُ على كتفيَ ناما.. رسموا بحراً وألقوا مركباً كلّ ثقوب الدهر فيه وركبنا حين لم نلقَ سواه فوجدنا نفسنا نغرقُ والربّانُ ربّانُ النفايات ينادينا: ادفعوني ومضى يفتكُ بالنسوةِ في قمرتهِ العُليا وبالإثمِ اعتصاما.. أيها القبطانُ زوراً ليس بالمركبِ والبحرِ ثقوبٌ إنما أنت هو الثقبُ ولن يمنحَك البحر احتراما.. تَدّعي المركبَ!! هيهات ومن أين ولم تُبحرْ؟ وتاريخُكَ وَحلٌ ودَمُ النوتيّةِ الأمجادِ في عُنقِكَ أصبحتَ على البحر إماما.. أسقِنِيها لم يزلْ للبحر في رأسي دويٌّ والمدى لعبةُ أطفالٍ بكفّي وتُقىً أشربُها راحاتها استغفرت اللهَ لنا والعُودُ يلتفُّ على ما فيه من نجمٍ قدامى.. أسقنيها وفدا خُفّيكِ من يشربُ خمراً وهو لا يعرفُ للخمر مقاما.. أيها الشاربُ إنْ لم تكُ شفّافاً رقيقاً كزجاجِ الكأسِ لا تدخلْ طقوسَ السكرِ والكينونةِ الكبرى فسوءُ الخمرِ يؤذي بينما يقتلُ سوءُ الخُلقِ فاشربها كريماً دَمِثاً تطمعُ أنَّ النارَ تستثني الكراما.. قاربَ الأيام تِهْ بيَّ وتِهْني فأنا أسمعُ تيهاً غامضَ البُعدِ وزُرَّ البَحرَ مِن خَلفي وضيّعْني أماما.. ابتعدْ عن أيِّ شاطٍ أيّها النذرُ الإلهيُّ أَنِرْ ناصيةَ البحرِ وعانقْهُ رياحاً وغماما.. أنتَ.. أنتَ المركبُ النشوانُ ألواحاً ومجذافاً.. وروحاً تتهادى في نَشيج الموجِ موسوماً بآلافِ حروفِ السينِ يا سينيُّ!! يا سينيُّ!! يا سينيُّ!! يا سرّاً من الأسرارِ يا خمراً بلا خمرٍ وحقَّقَتَ البهاءَ الضدَّ سامحني على نشوةِ روحي أنتَ من أنبتني ما بين نهرين من الجنة نهرٌ تاؤهُ أنثى ونهرٌ جُنَّ بالتاءِ غُلاما.. كاشفاً عن فَخِذَيْ فحلٍ من الزنجِ وأصوات الغرانيقِ ويأتينيَ أنَّ الزنجَ ثاروا أحمدُ اللهَ وأنضمُّ بلا سرجٍ وقد أمسكتُ من ناصيةِ الدهر الزماما.. وأراني وقليلاً ثبتوا أستغفرُ اللهَ لمن في أوّل الجولة قد ألقى الحُساما.. أينهُ وعدُ الذين استُضعفوا والركض إلى المسلخ يومياً أنا أصرخُ يا ربُّ! التفتْ للناس ما هذي القياداتُ المنافيخُ فراغاً تشتكي من سوء هضمٍ داخل المخِّ وتجترُّ نياما.. أنا سكرانٌ بمن تخلقُهمْ من نُطفة اللوز ونُطق المطرِ الصيفيِّ سكرانٌ بمن يا ربُّ يا تدري بمن!!! قابضٌ راحي على جمرةِ كأسي بهدوءٍ ورضىً أمنحُ دنيايَ على علّاتها أقمارَ زرقاءَ وناراً وخياما.. لم أزلْ أرجعُ للقرآنِ طفلاً دائماً ألقاكَ في شارعنا الفرعيّ يا ربُّ وتؤويني من الصيفِ العراقيِّ ببُرديكَ وتتلو صبرَ أيّوبَ على وجهي ولكنّيَ مهووسٌ غراما.. ببيوتٍ أَذِنَ اللهُ بأن يُذكر فيها وكثيراً هَيَّمتني: "ألمْ نشرح" "والضحى" "يا أختَ هارونَ ولا أمُّكِ قد كانت بغيّا" "زكريَا" "وسليمان بن خاطر" كان صديقاً نبيًا وإماما.. يا سليمان بن خاطر طهِّر البيتَ من الأرجاس أذِّنْ ليسَ بين الحقِّ والظلمِ سلامٌ يكرهُ اللهُ كما هذا سلاما.. رأسُ مصرٍ يا نبيَّ الله مطلوبٌ وقاها الله "سالومي" تؤدي رقصة الموتِ ولم يبقَ من السترِ عليها غيرُ أوراقٍ من التلمودِ لا تسترُ شيئاُ انهضي يا مصرُ انهض يا سليمانُ بن خاطر وامتشقْ يا نيلُ من نبعِ المروءات النشامى.. اسقِنيها لا يزالُ الليلُ يشتدُّ وأشتَدُّ ولا يبدو على الأفق دليلٌ ربّما كلَّتْ من الخيبة عيني أو يروغُ الأفقُ إمعاناً بشيءٍ إنّما عينايَ يا ربُّ الذين استضعفوا إن أطبقت ليلاً جهاما.. شاحناتٌ للذين استضعفوا أهدافُها شتّى فيا حضرةَ كُتّابِ التقارير تشيطنتُ فلم أذكرْ نظاما.. رافعاً فردةَ سُباطيّ كالهاتفِ كي أشتُمهم يا خوات ال...... قُطِعَ الخطُّ ولم أُكملْ مراسيمَ احترامي ربّما بالفردةِ الأخرى أرادوا الاحتراما.. أسقنيها ودعي سبّابتي الحمقاءَ تستفتحُ بالنهدِ ولا أدري الختاما.. إنني صَبُّ أُسمّي كُلَّ ما يسلبُ لُبّي خمرةً إن كان حُسناً أو قُراحَ الماءِ من كفِّ كريمٍ أو حزاماً ناسفاً أو بيتَ شِعرٍ أو مُداما..
ولد مظفر النواب في بغداد عام 1934 لعائلة شيعية أرستقراطية ذات أصول هندية وكانت تهتم للغاية بالفنون والآداب والشعر والموسيقى، وكثيراً ما كان قصر العائلة المطل على نهر دجلة مقراً ...