الديوان » العصر العباسي » أبو العلاء المعري » أرى العنقاء تكبر أن تصادا

عدد الابيات : 60

طباعة

أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا

فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا

وما نَهْنَهَتُ عن طَلَبٍ ولكِنْ

هيَ الأيّامُ لا تُعْطي قِيادا

فلا تَلُمِ السّوابِقَ والمَطايا

إذا غَرَضٌ من الأغراضِ حادا

لعَلّكَ أنْ تَشُنّ بها مَغاراً

فتُنْجِحَ أو تُجَشّمَها طِرادا

مُقارِعَةً أحِجّتَها العَوالي

مُجَنّبَةً نَواظِرَها الرّقادا

نَلومُ على تَبلّدِها قُلوباً

تُكابِدُ من مَعيشَتِها جِهادا

إذا ما النّارُ لم تُطْعَمْ ضِراماً

فأوْشِكْ أنْ تَمُرَّ بها رَمادا

فظُنّ بسائِرِ الإخْوانِ شَرّاً

ولا تأمَنْ على سِرٍّ فُؤادا

فلو خَبَرَتْهُمُ الجَوزاءُ خُبْري

لَما طَلَعَتْ مَخافَةَ أن تُكادا

تَجَنّبْتُ الأنامَ فلا أُواخي

وزِدْتُ عن العدُوّ فما أُعادى

ولمّا أنْ تَجَهّمَني مُرادي

جَرَيْتُ معَ الزّمانِ كما أرادا

وهَوَّنْتُ الخُطوبَ عليّ حتى

كأني صِرتُ أمْنحُها الوِدادا

أَأُنْكِرُها ومَنْبِتُها فؤادي

وكيفَ تُناكِرُ الأرضُ القَتادا

فأيّ النّاسِ أجْعَلُهُ صَديقا

وأيّ الأرضِ أسْلُكُهُ ارْتِيادا

ولو أنّ النّجومَ لديّ مالٌ

نَفَتْ كَفّايَ أكْثرَها انْتِقادا

كأني في لِسانِ الدهْرِ لَفْظٌ

تَضَمّنَ منه أغْراضاً بِعادا

يُكَرّرُني ليَفَهَمَني رِجالٌ

كما كَرّرْتَ مَعْنىً مُسْتَعادا

ولو أنّي حُبِيتُ الخُلْدَ فَرْداً

لمَا أحبَبْتُ بالخُلْدِ انفِرادا

فلا هَطَلَتْ عَلَيّ ولا بأرْضي

سَحائبُ ليسَ تنْتَظِمُ البِلادا

وكم مِن طالِبٍ أمَدي سيَلْقى

دُوَيْنَ مَكانيَ السبْعَ الشّدادا

يُؤجِّجُ في شُعاعِ الشمسِ ناراً

ويَقْدَحُ في تَلَهّبِها زِنادا

ويَطْعَنُ في عُلايَ وإنّ شِسْعي

لَيَأنَفُ أن يكونَ له نِجادا

ويُظْهِرُ لي مَوَدّتَهُ مَقالا

ويُبْغِضُني ضَميراً واعْتِقادا

فلا وأبيكَ ما أخْشَى انتِقاضاً

ولا وأبيكَ ما أرْجو ازْديادا

ليَ الشّرَفُ الّذي يَطَأُ الثُريّا

معَ الفَضْلِ الذي بَهَرَ العِبادا

وكم عَيْنٍ تُؤَمّلُ أن تَراني

وتَفْقِدُ عندَ رؤيَتِيَ السّوادا

ولو مَلأ السُّهى عَيْنَيْهِ مِنّي

أَبَرَّ على مَدَى زُحَلٍ وزادا

أفُلّ نَوائبَ الأيامِ وحْدي

إذا جَمَعَتْ كَتائِبَها احْتِشادا

وقدْ أَثْبَتُّ رِجْلي في رِكابٍ

جَعَلْتُ من الزَّماعِ له بَدَادا

إذا أوْطَأتُها قَدَمَيْ سُهَيْلٍ

فلا سُقِيَتْ خُناصِرَةُ العِهادا

كأنّ ظِماءَهُنّ بناتُ نَعْشٍ

يَرِدْنَ إذا وَرَدنا بِنا الثِّمادا

ستَعْجَبُ من تَغَشْمُرِها لَيالٍ

تُبارِينا كواكبُها سُهادا

كأنّ فِجاجَها فَقَدَتْ حَبيباً

فصَيّرَتِ الظّلامَ لها حِدادا

وقد كتَبَ الضّريبُ بها سُطوراً

فخِلْتَ الأرضَ لابِسَةً بِجادا

كأنّ الزِّبْرِقانَ بها أسيرٌ

تُجُنِّبَ لا يُفَكُّ ولا يُفادى

وبعضُ الظاعِنينَ كقَرْنِ شَمْسٍ

يَغيبُ فإنْ أضاء الفَجْرُ عادا

ولكِنّي الشّبابُ إذا تَوَلّى

فجَهْلٌ أنْ تَرومَ له ارْتِدادا

وأحْسَبُ أنّ قَلْبي لو عَصاني

فَعاوَدَ ما وَجَدْتُ له افْتِقادا

تذكَّرْتُ البِداوَةَ في أُناسٍ

تَخالُ رَبيعَهُمْ سَنَةً جَمادا

يَصيدونَ الفَوَارِسَ كلَّ يومٍ

كما تَتَصَيّدُ الأُسْدُ النِّقادا

طلَعْتُ عليهِمْ واليوْمُ طِفْلٌ

كأنّ على مَشارِقِهِ جِسادا

إذا نَزَلَ الضّيوفُ ولم يُريحُوا

كرامَ سَوامِهمْ عَقَروا الجِيادا

بُناةُ الشِّعْرِ ما أكْفَوْا رَوِيّاً

ولا عَرَفوا الإجازَةَ والسِّنادا

عَهِدْتُ لأحْسَنِ الحَيّيْنِ وَجْهاً

وأوْهَبِهِمْ طريفاً أو تِلادا

وأطْوَلِهِمْ إذا ركِبوا قَناةً

وأرْفَعِهِمْ إذا نزَلوا عِمادا

فتىً يَهَبُ اللُّجَيْنَ المَحضَ جوداً

ويَدَّخِرُ الحديدَ له عَتادا

ويَلْبَسُ من جُلودِ عِداهُ سِبْتاً

ويَرْفَعُ من رُؤوسِهِمُ النِّضَادا

أبَنَّ الغَزْوَ مُكْتَهِلاً وبَدْرا

وعُوّدَ أنْ يَسودَ ولا يُسادا

جَهولٌ بالمَناسِكِ ليس يَدري

أغَيّاً باتَ يَفْعَلُ أم رَشادا

طَموحُ السّيفِ لا يخْشَى إلهاً

ولا يَرجو القِيامَةَ والمَعادا

ويَغْبِقُ أهْلَهُ لبَنَ الصّفايا

ويَمْنَحُ قَوْتَ مُهْجَتِهِ الجَوادا

يَذودُ سَخاؤُهَ الأذْوادَ عنه

ويُحْسِنُ عن حرائِبِهِ الذِّيادا

يَرُدّ بتُرْسِهِ النّكْباءَ عنّي

ويجْعَلُ دِرْعَهُ تحْتي مِهادا

فبِتُّ وإنّما ألْقَى خَيَالاً

كمَنْ يَلْقَى الأسِنّةَ والصِّعادا

وأطْلَسَ مُخْلِقِ السِّرْبالِ يَبْغي

نَوافِلَنا صَلاحاً أو فَسادا

كأنّي إذْ نَبَذْتُ له عِصاماً

وَهَبْتُ له المَطِيّةَ والمَزَادا

وبَالي الجِسْمِ كالذّكَرِ اليَماني

أفُلّ به اليَمانِيَةَ الحِدادا

طَرَحْتُ له الوَضِينَ فخِلْتُ أني

طرَحْتُ له الحَشِيّةَ والوِسادا

وَلي نَفْسٌ تَحُلّ بيَ الرّوابي

وتأبَى أنْ تَحُلّ بيَ الوِهادا

تَمُدّ لتَقْبِضَ القَمَرَينِ كَفّا

وتَحْمِلُ كيْ تَبُذّ النجْمَ زادا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا

الشاعر يرى ان العنقاء وهو العقاب او الطائر الاسطوري يكبر ان يصاد فلا احد يستطيع ان يصيدها فلا تعاند وتعارض من لا تستطيع معارضته وبين في البيت الاتي انه يقصد الايام فالايام لا تستطيع معارضة قدرها

تم اضافة هذه المساهمة من العضو احمد بن مطر العتيبي


تَجَهّمَني

اسْتَقْبَلَنِي بِوَجْهٍ عَبُوسٍ كَرِيهٍ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو بهاء الدين


القَتادا

شَجَرٌ صُلْبٌ لَهُ شَوْكٌ كَالإِبَرِ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو بهاء الدين


ارْتِيادا

ارْتِيَادُ المَكَانِ : قَصْدُهُ وَالتَّرَدُّدُ عَلَيْهِ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو بهاء الدين


ولو أنّي حُبِيتُ الخُلْدَ فَرْداً لمَا أحبَبْتُ بالخُلْدِ انفِرادا

ولو أني أعطيت الجنة لي وحدي لما احببت ذلك لإيثاري وحب الخير لغيري

تم اضافة هذه المساهمة من العضو اديب الجن ابو هدرش


قِيادا

القِياد : الحبل الذي يقاد به الدابة، يقال فلاناً سَلِسُ القِياد :يتابعك على هواك، يقول : إن الأيام لا تطاوعه.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


والمَطايا

المَطِيَّة من الدَّوابّ: ما يُرْكب ويمتطى كالبعير والنَّاقة الجمع : مطايا.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


السّوابِقَ

السَّوابِقُ : الخَيْلُ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


حادا

يقال "حاد عن الطريق" : مال عنه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


غَرَضٌ

الغَرَضُ : الهدف الذي يُرمَى إِليه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تَشُنّ

شَنَّ الْجَيْشُ غَارَةً عَلَى العُدُوِّ : وَجَّهَ هُجُوماً

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


لعَلّكَ أنْ تَشُنّ بها مَغاراً

شَنَّ الْجَيْشُ غَارَةً عَلَى العُدُوِّ : وَجَّهَ هُجُوماً

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تُجَشّمَها

جشَّمَهُ الأمرَ : كلَّفَهُ الأمرَعلى مشقَّة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


طِرادا

يقال "مشى مشياً طرادً" : مستقيماً.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


مُجَنّبَةً نَواظِرَها الرّقادا

يصف الخيل بأنها لا ترقد أو تنام.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تَبلّدِها

يقال تلبَّد فلان : إذا نظَر وتفرَّس.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تُكابِدُ

كابَدَ الأمرَ: تكبَّده؛ قاسَى وعانى شِدَّتَه وتحمَّل مشاقّه وركب هَوْلَه وصعوبتَه

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


ضِراماً

الضِّرَامُ:ما تُضْرَمُ به النارُ من الْحَطَبِ وغَيرِه السريعِ الالتهاب مما ليس له جمر

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


رَمادا

الرَّمادُ : الفُتات من كل شئ، ما تَخلَّفَ من احتراق الموادّ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


الجَوزاءُ

الجوزاء : نجْم ¦¦ من بُرُوج السماء

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


تُكادا

كَادَ لَهُ كَيْداً : خَدَعَهُ، مَكَرَ بِهِ

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


أُواخي

من الأخوة والصداقة.

تم اضافة هذه المساهمة من العضو حسينُ


معلومات عن أبو العلاء المعري

avatar

أبو العلاء المعري حساب موثق

العصر العباسي

poet-almaarri@

1612

قصيدة

17

الاقتباسات

2324

متابعين

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري. شاعر وفيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان. كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمى في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن ...

المزيد عن أبو العلاء المعري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة