تَفتحُ الكأسُ أقباءها
تَتواترُ فيها النُّعوتْ
تَتنكَّرُ في ثوبِ عاشقةٍ
تنثرُ الوردَ من شرفاتِ البيوتْ
حينَ أخلو بِها
بَعدَ منتصفِ اللَّيلِ
ترشقُ في الخصلةِ المستريحةِ
زَنبقةً
تَفتحُ الصَّدرَ لي والشَّوارعَ
تضحكُ من وجهيَ المُستديرِ
قليلاً
تُبادلني قبلةً
آه،
خدُّها باردٌ حين أَوْغلَ في البُعدِ
وامتدَّ بَيْنِي وبينَ الزُّجاجةِ
صَوْتُ المُؤَذِّنِ:
إِن العَمَائِمَ تنْبتُ كالفُطرِ
مثلَ النُّجومِ على كَتفِ الجِنِرالاتْ
والسُّجونُ التي تملأُ الرحبَ
بين الرباطِ وصنعاءَ
مثلُ الجسور التي نَسفتْ
خطَّ بارليفَ
أين الطريقُ إلى جبلِ الشيخْ
نَكشتْ تَحتَ حاجِبِها
أشعلتْ لِلزَّبونِ المعَلَّبِ
سِيجَارَةً
هكذا يَتغيَّرُ طعمُ النَّبيذِ المُعتَّقِ
تعبرُ سَبْتةُ بينَ اللُّفافةِ والتَّبغِ
تَسقطُ بَيني وبينَ الزَّبونِ المعَلّبِ
أُغنيةً
آه
....
تَتَناثَرُ أجنحةُ اللَّحنِ
تَأخُذُ شكلَ الوُجوهِ التي تَتَوهَّجُ
حولَ المَوائِدِ:
هل تَأْكُلينَ قليلاً من اللَّوزِ
عيناكَ ثَرْثارَتَانِ
عرفتُكِ قبلَ اجتيازِ الجَمارِكِ..
سَبْتَةُ
كانَتْ مُحاوِرتي تَعشقُ الرَّقصَ
تَنزعُ من جُرحِها بَسمةً
وتُغَني
لِيَحتميَ اللَّحنُ بِالذَّاكِرَهْ...
إِنَّ نِصفَ الزُّجاجةِ يَكْفي
إذا أَقفلَ البارُ أبوابَهُ
وانْتَهينَا إلى رَدْهَةِ المدِّ والجَزْرِ
وَالصَّبْوةِ الْعَاثِرهْ
تَخلعُ الكأسُ أسماءَها
تَتَواتَرُ فيها النُّعوتْ
تَتَنكَّرُ في ثَوبِ زَنزانةٍ
تَنثُرُ الوَردَ مِنْ شُرفاتِ البُيوتْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد المجاطي

avatar

أحمد المجاطي حساب موثق

المغرب

poet-ahmed-al-majati@

21

قصيدة

165

متابعين

الشاعر المغربي أحمد المجاطي ولد سنة 1936م، بمدينة الدار البيضاء،حصل على الإجازة من كلية الآداب بدمشق. أحرز على دبلوم الدراسات العليا سنة 1971 ثم على دكتوراه الدولة سنة 1992 وذلك ...

المزيد عن أحمد المجاطي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة