قد تعني الأرضُ ، لمن يُنْـبتُـها البقلَ ، كثيـراً أمّـا نحنُ فإنّ الأرضَ لدينا متطايرةٌ وهشــيمٌ أخضرُ حيناً ، أصفرُ حيناً ورمادٌ في الريحِ? صحيحٌ ، نحن وُلِـدنا في مُـرْتـبَـعٍ ما في يومٍ ما، لكنا ســربُ جرادٍ والأرضُ كذلك ســربُ جرادٍ ؛ نبلغُـها فتطير ? لكنّا أبصرْنا ، اليومَ ، قوافلَ فولاذٍ تبحرُ في الرملِ فلا تغرقُ أبصرْنا في الجوِّ نسورَ حديدٍ وصواعقَ ، قيلَ لنا : الأرضُ لمن يفتحُـها ? عجباً ! نحن هنا منذ قرونٍ : لم نملِكْ لم نُـمْـلَـكْ . أحسسنا ، اليومَ ، بأنّ الأرضَ لها معنى ? لا يملكُ واحدُنا غيرَ عباءتهِ الصوفِ يُـفضـفضُـها صيفاً كي يلتفَّ بها ، مثلَ الكبشِ ، شــتاءً ؛ ومع السنواتِ مع الريحِ مع المطرِ المتبدلِ والمرعى سوف يكون اللونُ أخفَّ يكون الصوف أخفَّ تكون خيوطُ الصوفِ ملائكةً ? إذّاكَ يفارقُ واحدُنا عُـمْـرَ عباءتهِ ، ليموت?
سعدي يوسف شهاب،ولد عام 1934 بالبصرة.وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954.عمل سعدي مدرساً ومستشاراً إعلامياً, ومستشارا ثقافياً, ثم رئيساً لتحرير مجلة (المدى) الدمشقية, ثم تفرغ للشعر. غادر العراق في ...