أوكتافيا ، لا تدخلُ من شُبّاكٍ... أوكتافيا تقتحمُ السلّمَ ، وثْباً ، حتى بابِ الشقّةِ تقذفُ نحو الكرسيّ حقيبتَها اليدويةَ ثم تُؤرجِحُ ساقَيها عابثةً بهواءِ الأوراقِ وما خَلّفَهُ مطرُ الليلِ على الأحداقِ ؛ أقولُ لها : " أوكتافيا!انتظِري!" لكنّ لأوكتافيا شأناً آخرَ... ........... في عطلتها الأسبوعيةِ ( أوكتافيا تَمْلكُ مقهىً بَلْجيكيّاً ) تأتي راقصةً ، عبرَ البحرِ ، لتأكلَني متلذذةً وتنامَ عميقاً... ثم تُفارقني في ثاني أيامِ الأسبوعِ؛ ........... أنا رجلٌ ذو تَبِعاتٍ لكنّ البلجيكيّةَ لا تعرفُ هذا إذْ تعرفُ هذا ... أوكتافيا تعرفُ أنْ لها عطلةَ أسبوعٍ ، أنْ لها حقّاً في أن تأكلَني ، مُتلذِّذةً وتنامَ عميقاً ؛ ثم تفارقني في ثاني أيامِ الأسبوعِ ... ............ إذاً ؟ هل أُدخِلُ أوكتافيا في تَبِعاتي ؟
سعدي يوسف شهاب،ولد عام 1934 بالبصرة.وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954.عمل سعدي مدرساً ومستشاراً إعلامياً, ومستشارا ثقافياً, ثم رئيساً لتحرير مجلة (المدى) الدمشقية, ثم تفرغ للشعر. غادر العراق في ...