الديوان » مصر » ولي الدين يكن » لا الصبر ينفعه ولا الجزع

عدد الابيات : 60

طباعة

لا الصبر ينفعه ولا الجزع

قلب يكاد شجاه يطلع

يا ليل هذا ساهر قلق

يرعى النجوم وقومه هجعوا

هل فيك ذو شجن يشاركني

أشكو له ما بي فيستمع

سرت الهموم فقمت أدفعها

وإذا هموم ليس تندفع

من بات تدمع عنيه أسفاً

فأنا فؤادي بات يدمع

أشفقت من دهري على أملي

واليوم أنظر كيف ينقطع

ويلي عليه وهو يخدعني

أدري حقيقته وأنخدع

يا شرق لج بك العداة هوى

يا شرق أغراهم بك الطمع

وبنوك قد طبعوا على خلق

وعلى سواه الناس قد طبعوا

عاشوا يؤلف بينهم وطن

فتفرقوا فيه وهم شيع

يتفرقون على مذاهبهم

وعلى الأخاء الناس تجتمع

جهلوا فأخضعهم تعصبهم

والله لو علموا لما خضعوا

أنذرتهم يوماً صوادعه

لو مست الأفلاك تنصدع

وأريتهم زمناً ألم بهم

يبري السهام لهم وينتزع

هنأتهم بالأمس إذ نهضوا

واليوم أرثيهم وقد وقعوا

أهديتهم ردي فما قبلوا

أخلصتهم نصحي فما اتبعوا

والشيء يرخص حين تبذله

والشيء يغلو حين يمتنع

ماذا على الأقدار لو نزعت

عن حربها فعداتها نزعوا

واسترجعت عهد الصفاء لهم

وإذا غشاء فذاك يرتجع

قد أجهدتهم وهي عارمة

وأظنها يوماً سترتدع

أبني بلادي قد مضت أمم

هذا طريقهم الذي اشترعوا

أنا حللنا في منازلهم

وقد انتجعنا حيثما انتجعوا

وإذا بطرنا مثلما بطروا

فلسوف نصرع مثلما صرعوا

إن تصبروا فلطالما صبروا

أو تجزعوا فلشد ما جزعوا

لم تعدنا حال لهم عرضت

فحياتهم وحياتنا شرع

أبداً نعيش على مغالبة

الدهر يخفضنا ونرتفع

ونراه يبتدع الخطوب لنا

حتى تفانت عنده البدع

لم ننتفع بتجارب سلفت

وإحال لسنا بعد ننتفع

أشياخنا يمشي بهم كلف

وشبابنا يجري بهم ولع

يتحاربون على فؤادهم

والحرب تأخذ ضعف ما تدع

ماذا لهم لله درهمو

الناس قد عفوا وهم جشعوا

إن القصور بهن مقتعد

مثل القبور بهن مضطجع

أبني المسيح وأحمد انتبهوا

ودعوا رجالاً منكم هجعوا

جاؤا الورى والأمر ملتئم

ثم انثنوا والأمر منصدع

لم يرض أحمد والمسيح بما

صنعوا فلا ترضوا بما صنعوا

أرواحكم من بعضها قطع

وجسومكم من بعضها بضع

لا تحسبن خلافكم ورعا

إن ائتلافكم هو الورع

الملك تعليه مدارسه

تلك المساجد فيه والبيع

ويحب تموز لعاشره

لا تذكر الآحاد والجمع

لمن الطلول كأن عرصتها

للموت منحرث ومزدرع

آياتها ورسومها درست

وخلابها مشتى ومرتبع

سكانها عن محلها نزعوا

ولطالما في خصبها رتعوا

أسلافهم في غابها أمنوا

وبنوهم في سوحها فزعوا

شمخ الزمان بهم وقد شمخوا

واليوم يخشع إذ هم خشعوا

قد زال عنها الصفو أجمعه

وانتاب فيها الأزلم الجذع

كم عاش في آجامها بطل

كالليث لا وان ولا ظلع

ثبت تجرد من مدارعه

يلفي الدجى درعاً فيدرع

يلقى الردى والبيض مصلتة

وأسنة الخطي تشترع

والخيل غضبي في أغتها

والنقع منطبق ومنقشع

تمشي اللواحظ منه في ملك

يسمو الجلال له فيتضع

حتام هذا الجهل مطرد

والى م ذا الجهل متبع

تمضي الجدود بنا فيدركها

من خلفها عجز فترتجع

وكأن ريب الدهر في يده

سيف على الأعناق يلتمع

ما يرتجي الأحرار من زمن

يزداد تيهاً كلما ضرعوا

أوفى على المضمار مرتقباً

يتسابقون به ويقترع

إن بلغوا غاياتهم هنئوا

أو قصروا من دونها فجعوا

هل تحت هذا الأفق من أمم

جرعت كؤوسهم التي جرعوا

أحشاؤهم حرى فما ابتردوا

وكبودهم ظمأى فما انتقعوا

إ نا لأقوام لنا همم

للمجد تدفعنا فنندفع

العمر أهون أن يضيق بنا

والموت للأحرار متسع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ولي الدين يكن

avatar

ولي الدين يكن حساب موثق

مصر

poet-waliy-al-deen-yakun@

90

قصيدة

286

متابعين

ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن،شاعر مصري تركيّ الأب شركسيّ الأم. ولد سنة 1873م في استانبول ثم انتقل الى القاهرة، توفي اباه وعمره 6 سنوات، فتكفل به ...

المزيد عن ولي الدين يكن

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة