الديوان » لبنان » خليل الخوري » نظير ذاتك فلتحوى يد الدول

عدد الابيات : 27

طباعة

نَظيرَ ذاتِكَ فَلتحوى يَدُ الدَولِ

لا زالَ فَضلك فينا مَضرَبَ المَثَلِ

أَصبَحتَ بِالرُشدِ في أُفقِ العُلى رَجُلاً

مُشيَّد المَجدِ لا يَلوي عَلى رَجُلِ

لِلّهِ دُرُّكَ في العَلياءِ مِن بَطَلٍ

إِيماءُ لَحظيهِ يَدمي مُهجَةَ البَطَلِ

زَهَت فِعالكَ بِالإِفضالِ لامِعَةً

في جَبهة العَصر لا تَبقي عَلى خَلَلِ

فِنلتَ نِعمَةَ مَولى المُلك سَيدنا

مُحيي العِباد بِهامي فَضلِهِ الهَطلِ

وَلّاكَ سوريَّةَ الزَهراءَ فَاِبتَهَجَت

بِالبَشَر تَحمد جودَ الواحد الأَزَلي

قالَ اِتحفوا الشامَ في رُشدي يَدوم عَلى

أَفاقِها ناشِراً عَدلي عَلى المَلَلِ

فَأَصبَحت مثل مَصرٍ فيكَ رِوايَةً

عَن فَضلِ يوسف في أيامِهِ الأَولِ

أَما سنوكَ فَبِالإِسعاد أَجمَعِها

في الخَصب وَالرَغد فَوقَ السَهل وَالجَبَلِ

سَبعون لا سَبع نَرجوها وَتأَملها

بِالخَير وَاليَمَن وَالإِقبال في العَمَلِ

أَفَضتَ بُشراً بِهِ الفَيحاء راشِفَةً

كاس المَسَرَّة تَجني قُرة المُقَلِ

أَلَستَ أَنتَ الَّذي أَنقَذت مُهجَتِها

بِفَيض لُطفِكَ بَعدَ الحادث الجَلَلِ

وَغَردت لَكَ بَيروت البَديعة في

لَحن التَهاني وَفاحَ الطَيبَ في الحللِ

وَأَصبَح الحَرم الأَقصى لَهُ حَرَمٌ

يَحمي بِمَجدك لا بِالسَيف وَالأَسَلِ

مَسَرَّةٌ طَفَحَت في الكَونِ مانِحَةً

لِي قسمَها الأَوفَرَ الهِطال بِالجَزلِ

أَنتَ الهِمامُ الَّذي نَلقاهُ شَخصَ هُدىً

مِن جَوهَرِ العَقلِ مَجبولاً مِن الأَمَلِ

مُعظَّماً كُلّ لَفظٍ سارَ مِن فَمِهِ

تَبَنى عَلَيهِ سِياساتٌ مِن الدُوَلِ

مزيَّن العَصر في هادي أَشعَّتِهِ

مُؤمّنَ القطرِ وَالآفاق وَالسُبل

مَن راحَ ينقدُ أَمراً قَد حَكمتَ بِهِ

يَعودُ في ملءِ كَفّيهِ مِن الخَجَلِ

تَحمي مَحبَّكَ مِن ضَيمٍ وَمِن ضَرَرٍ

وَلَو توطَّنَ وَكرَ الحيَّةِ العَصُلِ

وَترهبُ النسرَ في العَلياء مُنطَلِقاً

فَلا يَكادُ يَمُسُّ الطَيرَ مِن وَجَلِ

وَلَيسَ مُعتَصِماً مِن رحتَ تُدرِكهُ

وَأَنتَ بِالحَزمِ مَعصومٌ مِن الزَلَلِ

وَلُطفُكَ الباهرُ الفَياضُ رقتهُ

تَحيي قُلوبَ المَلا تَشفي مِن العِللِ

فَفي جَبينك انسٌ رايقٌ بهجٌ

يُبشرُ الوَفد بِالمَأمولِ عَن عَجَلِ

كَم رُحتَ تُنعش بِالإِحسان أَنفُسُنا

وَالشُكرُ أَهديهِ مِن قَلبي وَمِن قَلبي

فَأَنتَ مَولاي ذخري مسعَدي عَضدي

وَليُّ أَمري نَصيري مُنتَهى أَمَلي

ما اِلتَذَّ بِالراحِ مَن قَد راحَ يَرشفُهُ

عِندَ الصَباحِ كَما قَد لَذَّ شُكرَكَ لي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل الخوري

avatar

خليل الخوري حساب موثق

لبنان

poet-Khalil-Khoury@

94

قصيدة

61

متابعين

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل. شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها ...

المزيد عن خليل الخوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة