عدد الابيات : 223

طباعة

يا خالقي عيناي قد

اضناهما طول الرمد

فاشف الأذى يا ذا الشفا

ء بقل هو الله أحد

إني دعوتك باضطرا

ر فاستجب لي يا صمد

يا من تنزه قدره

عن والد وعن ولد

ولم يزل ملكا ولم

يكن له كفؤا أحد

يا من تعالى جده

عن أن يحاكيه أحد

وهو الذي قد جل عن

ند وعون يعتضد

وهو الذي قد صور الإنسان

من حمإ ممد

وهو الذي سوى له

رجلا وأعطافا ويد

وهو الذي قد زانه

عينا ومبتسما وخد

وهو الذي سنى له

ما ساغ من عيش رغد

وهو الذي رفع السما

ء بلا علاقة أو عمد

وهو الذي أرسى البسيطة

دون حبل أو وتد

وهو الذي وصف الجبا

ل الشامخات المستند

وهو الذي احتاط المحي

ط وكفه حوزا وسد

وهو الذي قد كور الظلما

وللشعر وقد

وهو الذي أبدى الضيا

وأناره حتى اتقد

وهو الذي أجرى الر

ياح وأنزل الماء والبرد

وهو الذي وشى البطا

ح بالزهور لها نضد

وهو الذي مد الغصو

ن وبالثمار لها عقد

وهو الذي وفى العبا

د بما لهم قدما أعد

وهو الذي أنشا الوجو

د بلا مثال يعتمد

وهو الذي لم يفتقر

لوجود من دان أو عند

وهو الذي أغنى وأقضى

واجتبى ونهى وحد

وهو الذي أبكى وأضحك حين

أوعد أوعد

وهو الذي أشقى وأسعد من

أقر ومن جحد

أحصى الوجود بأسره

وأحاطه كيلا وعد

وبواه من غير احتيا

ج لا ولا مدد أمد

حي عليم سامع

متكلم راء أحد

يحيي يميت بعيد يبقي

في شقا أو في رغد

لا شي ءيمنع ما أرا

د وكيف لا وهو الأحد

أم كيف يغلب أمره

شيء وبالملك انفرد

رفع السما ودحا الثرى

وذرى الورى ويرى السند

لا يسألن عن فعله

إن شاء أعطى أو شاء رد

وشفى الضنى وأرى الهدى

وجلا العمى وكفى النكد

وعلى المشفع أنزل الذكر

الحكيم المعتمد

طه الرسول المصطفى

روح المعالي والجسد

قمر البها سر النهىلا

شمس العلا عين الرشد

نجم السرى كهف القرى

خير الورى اصل اممد

فهو الذي شرع التقى

وهو الذي منع اللدد

وهو الذي كشف الضنى

وهو الذي أبرا الرمد

وهو الذي زجر العدا

وشفى الأذى وسطا وحد

وهو الذي أخذ الغنا

ثم واصطفى من شا وحد

وهو الذي ببصاقه

للعين بعد القلع رد

وهو الذي بيمينه

هد الئكيب الصعب هذا

وهو الذي بجسامه

الماضي لجد الشرك جد

وهو الذي بكتابه

قد شد أزر الدين شد

وهو الذي فماق البرية

كلها عزما وجد

والأنياء والرسل والأملاك

طرا قد سجد

وهو والذي ركب البرا

ق وسار سيرا مقصتد

وسرى من البيت العتيق

لمسجد الأقصى وجد

في مشهد العز الذي

ما ناله منهم أحد

ورقى على المعراج فاخترق

العلا لما صعد

وتجاوز الحجب التي

جعل لمن قد سار حد فدنا

فكان كقاب قو

سين أوفقل أدنى أمد

أنباه عنه وبالبقا

ء أمده فرأى الأحد

وبوصفه حلاه حتى

عز قدرا وانفرد

ودعاه أنت فقام بالمعنى

وبالإسم اتحد

فرأى الإله بعينه

وأناله ما لم يجد

ودعاه أنت المجتبي

المختار أنت المعتمد

أنت الحبيب المرتضى

أنت الخليل المستند

أنت الوجيه الشافع المقبول

لا تخشى مرد

فاسال تتل وقل استمع

واشفع تشفع لن ترد

وأعاده كي يرشد

المخلوق للنهج الأسد

أسرى به ليلا من البطحا إلى

العرش الممدج

وله ثنى من عرشه الأعلى

إلى بطحا البلد

والليل لم يشقع مخيمه

ولا القى العمد

وبأبطح البطحاء

أصبح مظهرا سر المزد

نبع الزلال بكفه

فسقى العطاش ذوي العدد

والصلد سبح في يديه الواحد

الصمد الأحد

وعليه صلى إذ غدا

وعليه سلم إذ ورد

والفحل ذل لعزه

وبه التجا وله سجد

والعير نادى باسمه

وببعثه ارتعد

والبدر شق له وطو

د حرا لمشيته ارتعد

والشمس اوقفها وبعد

مغيبها في الأفق رد

والضب خاطبه وأفصح

في المقالة واقتصد

والذئب أنبا عنه للراعي

فآمن واجتهد

والغيم ظللهف من الرمضا

وجاد له وجد

والجدل عاد بكفه

سيفا طويل المتن حد

وكفى بصاع ألف نفس

باله عيشا رغد

وسقى الألوف بنزر ماء

في تبوك إذ جسد

وبلمسه درت عنا

ق لم تلد أبدا ولد

وأدر شاة ما علا

ها الفحل قط ولا سفد

وبسمه نطق الذرا

ع له فأرغم من حسد

وبسره لسفينة

مولاه قد خضع الأسد

والجذع حن لفقده

حن الحوار وقد فقد

وشفى خبيبنا ريقه

وحسامه كم قد قد

ويد آبن عفرا ردها

من بعد قطع خير يد

وبريقه قد عاد ملح

الماء عذبا كالشهد

والجن والكهان قا

لوا من يعطه فقد رشد

وبدت لمولده أمو

رلا تعد ثم ولا تعد

ولوضعه بصرى أضت

والشام والكون اتقد

وانكف غاوي الجن عن

لمس السما خوف الرصد

وارتج إيوان المجو

س وقد بدا نجم الرشد

ومياههم غاضت كما

خمد اللهيب وقد وقد

وأتاه جبريل فأضجعه

إلى شق السند

وبحكمة شق الحشا

وحشاه إيمانا وجد

وعليه قد ختم الإله

بخاتم النور الأمد

والعدق جاء لأمره

لما دعاه وما قعد

وأبان عما كان أو

هو كائن حتى الأبد

وهدى صحابته

ومنه أمدهم أزكى مدد

ولآله يا ما حبى

ولجزبه يا ما أعد

ذو المعجزات الباهرا

ت الباقيات مدى الأمد

المحكمات البينا

ت العاليات المستند

من ذا يطيق لحدها

أو يستطيع لها عدد

وهي التي لم تنحصر

بزمان أو عد وحد

سبق الأنام إلى العلا

ولصهوة المجد اعتقد

فمن المرقى ما ارتقا

ه لحضرة فيها افترد

أو من يماثله حجى

أو من يشاكله جسد

والله جل جلاله

أعطاه فضلا لا يحد

وعليه أثنى في الكتا

ب وخصه بألم وقد

وبعمره في الذكر

أقسم ثم سن به الرشد

ومع اسمه قرن اسمه

وبه دعا وله عضد

وبراه قبل الكون من

نور فأشرف واتقد

وله بدا ما في الوجو

د وباسمه حل العقد

وحباه بالخلق العظيم

وزانه وجها وقد

خلق أتيه ولم يكن

لسوى خلائقه يعد

وأعزه وأجله

وأحله أزكى بلد

وأناله من فضله

ما لم ينوله أحد

فهو الحبيب المرتضى

وهو الشفيع المرتصد

وهو الكفيل المرتجى

وهو الوكيل المعتضد

وهو الإمام المقتفى

وهو الإمام المعتمد

وهو البشير لمن دنا

وهو النذير لمن شرد

يا أفضل الخلق آكفني

رمدا بعيني استبد

ألقى على بصري الغشا

وأثار في القلب الكمد

فلقد فقدت له الفقوى

ولقد عدمت له الجلد

فاصرفه عن عيني

واكشف ضر قلبي والجسد

أو ليس نجيت الفتى

زوج البتول من كالرمد

ورددت عين قتادة

من بعد قلع خير رد

وكذا شفيت أخا العمى

حتى رأى ما قد فقد

وكفيت من درك الأسى

وشفيت من داء الغدد

وأجرت من ألم الضنى

وحميت من ضر الغدد

وأنلت من لك قد دعا

ومنعت من لك قد جحد

حاشا مكارمك التي

عظمت وجلت أن تحد

أن لا تنيل من التجا

وإلى نداك يداه مد

او تشرد من أتى

متطفلا يرجو المدد

قد أم بابك قارعا

وعلى علاك قد اعتمد

وأناخ ضمره على

عتبات بابك واستمد

وأجال فيك مديحه

وأجاد فيك المعتقد

أو كيف تبعد من أعد

جنبك الحصن الأعد

أم كيف أحرم والعطا

لماديحيك غدا معد

أم كيف تقصي قاصدا

والعرب تكرم من قصد

فلك استندت وكيف

يخذل من بساعدك اعتضد

بك إعتضدت وكيف يخذل

من بساعدك اعتضد

أوليس قد بشرتني

ووعدتني الخير المعد

في غير ما رؤيا رآ

ها بعض أشياخ السند

وكذاك قد رحبت بي

في النوم يا أزكى معد

ولعدن قد أدخلتني

مع صحبك أعلام الرشد

وسقيتني ماء فكيف

أخاف أظمأ أم أرد

أولست أوفى من وفى

بوعوده وبما وعد

بشرى لنا يا معشر

الإسلام بشرى لا تحد

إن العناية أتحفتنا

بالطرائف والزبد

وأمد نا التوفيق من

فيض الكرامة ما أمد

لما دعا الداعي أجبناه

وجنبنا اللدد

وترادفت أقوالنا

بلا إله سوى الأحد

وبأن أحمد مرسل

للخلق يدعو للرشد

يا رب يا قضاي الحوائج

يا ممد من استمد

يا حي يا قيوم يا ألل

ه يا عالي السند

يا ذ النوال الجم يا

من بالجميل قد انفرد

يا مجري الأنفاس يا

حصي مجاربها عدد

يا سامع الداعي وإن

ناداه من أقصى أمد

يا ناظر الذر الذي

في لجة الظلما ركد

يا عالم الجزئيّ والكلي

إن رسب أو صعد

يا ملجم البحر

المحيط بما يشا جزرا ومد

يا رازق الحيوان في

ظلم الحشا من غير كد

يا مدخل الجنات والنيران

من صلح أو فسد

يا من على العرش استوى

علما وحكما وافترد

يا من على الملك احتوى

من غير عد أو عدد

يا من تقدس مجده

عن قول كيف ورسم حد

يا من كفى في الفلك نو

حا إذ طمى الما واستبد

يا من أجار خليله

من نار نمرود عتد

يا من كفى اسماعيل من

ذبح بذبح مستعد

يا من شفى يعقوب و

عليه قد جمع الولد

يا من وفى في الجب يو

سف إذ دعا وله عضد

يا من كفى ذا النون

من موت لجثته ازدرد

يا من وقى عيسى المسيح

من اليهود ذوي الحسد

يا من حمى في الغار أحمد

من عدو قد مرد

يا ملجأ المضطر يا

من لم يخيب من قصد

يا كاشف الكرب

الذي اعتاض المسرة بالنكد

أنت المعد لكربتي

أنت العماد المستعد

أنت الطبيب لعلّتي

أنت الدواء المستمد

أنت المشيد ماها

أنت المحلل ما انعقد

أنت المفرج كرب من

آوى لبابك واستند

أنت الرحيم بمدنف

وافاك يشكو ما وجد

أنت المجيب دعاء من

لم يلو عنك إلى أحد

فأجب دعائي يا مجيب

فأنت ركني والسند

وأغث ندائي يا مغيث

فأنت أنت المعتمد

واكشف مصابي يا حليم

بحسبي الله الصمد

وارحم خضوعي يا رحيم

ووقّ عيني الرمد

واصرف أذاي ونجني

من حاسد إذا حسد

واجزل ثوابي وأحمني

من نافثات العقد

وأكلني في سمعي وفي

بصري وروحي والجسد

وامدد قواي بصحة

مألوفة لبقا الأمد

واحفظني في نفسي وفي

أهلي ومالي والولد

واصرف همومي واوف ديني

واكفني الخصم الألد

واختم بخير واهدني

في القبر للقول الأسد

وأنلني باليمنى كتا

بي واكفني الهول الأشد

وامددني عند الوزن بالف

ضل المزيد كما أود

وعلى الصراط أسرع بمشي

في النعيم المستبد

وقني عذابك وأولني

في عدنك العيش الرغد

واحفظ أمير المؤمنين ونجه

بما حفظت به الرشد

وأنل ولي العهد ما

يرجوه من فضل يمد

واغفر لآبائي وأشياخي

ومن لهم مستند

وارحم جميع المسلمين

وكن لهم عند الرصد

إني سألتك بالحبيب ومن يسل

المصطفى الأعلى السند

وقرعت بابك باسمه

وسألت به منك المدد

وقد ادخرت مديحه

عددى المحصن والعدد

ومن اعتنى بمديح طه

كيف يخشى أن يرد

فبجاهه لا تخزني

إذ جاهه الجاه الأعد

وبسره وبقدره

وبما رأى وبما وجد

وبروحه وبجسمه

وبقلبه وبما اعتقد

وبحمده وبشكره

وبما تلا وبما سجد

وبصومه وجهاده

وبحجه وبما عهد

وبصحبه وبحزبه

وبزوجه وبما ولد

لا ترددن توسلي

بمديحه الذخر المعد

فلقد جعلت توسلي

بمديحه الذخر المعد

فاجزل ثواب ابن الخلو

ف ولا تكله إلى أحد

وتولني بسعادة

الدارين واختم بالرشد

وأدم صلاتك والسلا

م عليه ما دام الأبد

وعلى النبيين الأولى والرسل

والمرسلين أولي المدد

وعلى الملائكة الكرا

م الطائعين مدى الأمد

وعلى الصحابة كلهم

والتابعين النهج الأسد

ما انجاب عن قلب أذى

وأزيل عن عين رمد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة