الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » يا من على حال المعاصي أقام

عدد الابيات : 60

طباعة

يا من على حال المعاصي أقام

حتى متى أنت وذاك المقام

يا خائضا في لج بحر وقد

أغعرى به التسويف عاما فغام

يا خائضا عشواء في فدفد

مسترخم المرعى شديد الأوام

أبرم لا تلوي عنان السرى

عن مهمة ضنك كثير الهوام

وكم كم سودت من أبيض

بقبح فعل ذمّة كل ذام

أما نهاك الشي في وعظه

لما أتى ينذر بالانصرام

هشت لك الدنيا فقابلتها

بالبشر والإقبال والاستلام

واغتضت عن باق بهاز ومن

يقتص خسيسا عن نفيس يلام

ما زخرف الدنيا ولذّتها

إلا كنيف الطيف عند المنام

وهل يرى مقدارها حاذق

إلا كقدر النقص حال التمام

دار متى ما نعمت عذبت

أو نولت جادت بنقض المرام

ما أضحكت من امرئ بالمنى

إلا وبكته الدموع الدوام

ولا سقت أو أطعمت جائعا

إلا وصغته بذاك الطعام

كم سالت غدرا ودانت قلى

واستسنمت نفخا وصحت سقام

تعسا لها من غادرا شأنها

خلف المواعيد وخفر الذمام

فاجنح إلى الأخرى ودع ما ترى

ما هذه الأحلام إلا منام

ولا تقض العمر في غفلة

فليس للنوام حظ القيام

فبادر التوبة تمحو بها

ما سودته الموبقات العظام

واخلع إزار الغي والبس ثيا

ب الرشد واستصغر لأذنى الأنام

واستلزم التقوى وكن طائعا

فالفوز كل الفوز في الالتزام

ورتل القرآن وكن طائعا

فإن في القرآن نيل المرام

وارفع يد التسآل وانصب قرى

الأقران واقنع بانخفاض المقام

وارسل سحاب الدمع واصف الحشا

واقرع بأيدي الفقر باب السلام

والهج بمدح المصطفى المجتبى

تحظى بنيل النائل المستدام

محمد الهادي الحبيب الفتى

شمس العلا المختار خير الأنام

الفاتح الخاتم حامي الهدى

الحاشر العاقب ماحي الظلام

الأول الأخير مبدأ الورى

الظاهر الباطن مسك الختام

نجم السرى كهف القرى بحره

سر النهى وسطي عقود النظام

غوث اليتامى غيث ضامي الحشا

بحر الندى الزاخر مأوي الأنام

صبح العلا الوضاح شمس الضحى

نجم السرى الوقاد بدر التمام

الأوصل الأوفى الشفيع الرضا

الأصول الحامي الشجاع الهمام

الأكرم الأسنى النبي التقي

الأعظم الأعلى الرسول الإمام

من أم بالأملاك والرسل إذ

كانوا له صفا وكان الإمام

من قد رقى المعراج حتى ارتقى

لسدرة العليا لأعلى مقام

من شاهد المولى ونال المنى

وامتاز بالإكرام والاحترام

من خصه الله باشياء لم

يخصص بها إلاه يوم القيام

من أنبع السلسال بكفه

وسبح الصلد بها والطعام

والعود والجدول بها أصبحا

هذاك مخضر وهذا حسام

وشق بدر الأفق من أجله

والضب قد نجاه بعد السلام

والشمس ردت بعد غيب له

وقد وقاه الحر ظل الغمام

والنخل لما إن دعاها أتت

طوعا لما قد شاء منها ورام

والفحل ما إن بكى واشتكى

من مؤلم النحر كفاه الحمام

ودرت الحائل إذ مسها

واشبع الألف بصاع طعام

والعين بعد القلع قد ردّها

وامتاحها واقتداها بالزمام

وهكذا كف ابن عفرا الفتى

أعادها من بعد قطع الحسام

وكم كفى بالنفث من عاهة

وكم شفى بالتفل ضر السقام

وكم وكم أبرأ من علة

وكم وكم كفى أمورا عظام

وكم وكم أظهر من معجز

أعجز والله جميع الأنام

فهو الحبيب المتجبى المرتضى

وهو الشفيع الذخر يوم القيام

وهو الذي أرجو به صحة

تمنع جسمي من ضنى واهتضام

وهو الذي ارجو به العود عن

قرب إلى البيت العتيق الحرام

وهو الذي أرجوه إن حل بي

داعي المنايا واعتراني الحمام

وهو الذي أرجو به الفوز في

قبري وفي الألد الخصام

وهو الذي أرجو به الخير للمولى

ابي عمر والإمام الهمام

وهو الذي أرجو به النجح للمولى

الرضا المسعود مأوى الأيام

وهو الذي به العفو عن

آبائي والأشياخ يوم الزحام

وهو الذي أرجو به الصفح عن

آبائي والأشياخ يوم الزحام

وهو الذي أرجو بمدحي له

أن يعقب البدء بحسن الختام

صلى عليه الله ما مزقت

أيدي الصبا في الأفق مسح الظلام

والآل والأصحاب ما لاح في

أعلى بروج السعد بدر التمام

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة