الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » يا غاية السؤل والمراد

عدد الابيات : 153

طباعة

يا غاية السؤل والمراد

ألله الله في فؤادي

إلى متى أنت يا حياتي

تمنع عيني من الرقاد

عذبتني بالمعاد فارحم

أوّاه من حرقة البعاد

أما كفى أن أذقت قلبي

نار اتقاد على اتقاد

وبعد ذا قد جعلت جفني

حلف سهاد على سهاد

حتى م الا ترعوي ولا ترثي

لمن رقت الأعادي

أنحله سقمنه إلى أن

أخفاه إن يلف في مهاد

وقد تلاشى وذاب حتى

سال به فيض كل وادي

أفنيته عنه في مقام

نال غاية المراد

آنس نار الهدى بلبل

من طور سينا حمى الفؤاد

فقام في حيه بنادي

إن المنادي دعا المنادي

والله والله يا حبيبي

لا حلت عن حالة الوداد

ولو يراني الثوى وحسبي

أنك مغناطيس اعتقادي

فعذّب إن شئت فهو عندي

والله من أعظم الأيادي

أو شئت فارحم فليس إلا

رضاك يا بغيتي مرادي

أنت محل السواد مني

في ناظر العين والفؤاد

يا للرجال ارحموا أسيرا

ليس له من عناه فادي

حريق قلب غريق جفن

مواصل السقم والسهاد

مبلبل البال ليس يدري

ما حاله في هوى سعاد

ليس له في الهوى معين

سوى معين حلى الغوادي

ولا له في الدجى سمير

غير نجوم العلا الهوادي

ولا له مخلص سوى أن

يجهد في مدح خير هادي

محمد أحمد المفدى

بالسمح والعين والفؤاد

أكمل خلق الجميل ذاتا

وخير من خص بالأيادي

وأشرف المرسلين وضعا

في البدء والختم المعاد

وأعظم العالمين قدرا

ما بين خاف وبين بادي

أزج زاهي الجبين أقنى

مورد الخد ذو اتقاد

أشنب ساجي اللحاظ أحوى

مهفهف القد باتئاد

جميل وصف جليل قدر

مكمل الأيد ذو أيادي

مستيقظ القلب إن تداعت

عيناه للنوم في المهاد

سراج نور بشير خير

نبي هدى رسول هادي

أنشأه مولاه من جمال

ومن حلال ومن رشاد

وصاغه قبل كل كون

من نوره المبدي المبادي

قد تم خلقا وفاق خلقا

فهو سنا اللعين والفؤاد

أنبأ عن بعثه سطيح

وشق الحبر مع سواد

وورقة والمهام كعب

وهكذا قس ذو الأيادي

وعاينت أمه أمورا

خارقة حاله الولاد

وانشق إيوان ملك كسرى

وخر أعلاه للوهاد

وماؤه غاض من بعد فيض

وجمره صار كالرماد

أرسله ربه بحق

جلا به ظلمة العناد

فقام يدعو له بعدل

كف به صولة التعادي

وصام حتى وهى حشاه

بشد صلد على فؤاد

وقام حتى اشتكت بضر

رجلاه من كثرة التمادي

أم بالأملاك في سماء

والرسل طرا على انفراد

وكلهم في علاه أضحوا

كرشح عين بفيض وادي

وعنه يروون ما حووه

من مطلق المجد باستناد

أرسله بعد كل داع

واختاره قبل كل بادي

تلقاه في صولة وعزّ

كالليث في الباس والتفادي

وتشهد العين منه بدرا

يمحى به حالك السواد

حاشاه مما ادعى النصارى

وادعوه يا أشرف العباد

ناداه مولاه لارتقاء

حل به حضرة المنادي

وخصه في العلا بسر

أضحى به مظهر الفؤاد

وخصه منه باصطفاء

صيّره عمدة المعاد

ناداه ليلا إلى مقام

حل به حضرة المنادي

وسار فوق البراق لما

صار له جبريل حادي

ولم يزل يرتقي إلى أن

جاز على السبعة الشداد

واخترق الحجب بارتقاء

لحضرة الواحد الجواد

وكان كالقاب بل وأدنى

ممن له خص بالأيادي

وشاهد الحق دون أين

ولا حلول ولا اتحاد

أوحى إليه بأنت عبدي

فسد مقاما على عبادي

واشفع تشفّع وقل لأسمع

وسل لأعطيك بازدياد

وعادو الليل في سراه

يرفل في حلّة السواد

فهو الشفيع الذي عليه

عمدة من ضمه التنادي

وهو الرحيم الذي لديه

يرحم من تاب عن فساد

وهو الكريم الذي يداه

تهزأ في الجود بالغوادي

وهو العماد الذي إليه

يلجأ من ضلّ عن رشاد

الضب ناداه باعتراف

والفحل حياه بانقياد

والغيم وقاه حر قيض

وجاد ناديه بالعهاد

والبدر قد شق للتداني

والجذع قد حن للبعاد

والشمس قد أوقفت وردت

بأمره سهلة القياد

والظبي في الشعب قد دعاه

والطفل لباه في المهاد

والظبي حياه إذ فداه

من صائد ليس منه فادي

والشاة درّت له حليبا

من غير فحل ولا سفاد

والذئب نادى الخليط سارع

للشعب تهدى بخير هادي

والصلد في وسط راحتيه

سبّح مولاه ذا الأيادي

والعذق لباه إذ دعاه

وهكذا أخرس الجماد

والشاة بالسم أنبأته

والنخل وافاه باقتياد

والعجم صلّت عليه جهرا

بألسن فصح جراد

وأورق العود في يديه

وصار عذبا لذي جلاد

والماء من بين اصبعيه

قد فاض كي يسقي الصوادي

وبالطعام القليل كفى

جيشا حكى كثرة الجراد

والغار فيه عجاب أمر

إذ صان علياه عن أعادي

أبرى عيني أبي تراب

بالتفل من مؤلم العراد

ورد عين الفتى الموقى

قتادة أحسن ارتداد

كرد كف الفتى ابن عفرا

من بعدما قدها المعادي

ورد شق الرضي خبيب

كخير شق لذي اعتداد

ورد ملح المياه عذبا

فصار يا لكل صادي

يا كم كفى عسكرا عظيما

بنزر ماء وتزر زاد

وكم شفى عاهة وعافى

بالريق والمسح من عراد

وكم جلا كربة وجلى

بالسيف والرمح من أعادي

وكم محا شبهة لغيي

لما رأى آية الرشاد

وكم أرى الصحب من صلاح

جلوا به ظلمة الفساد

إمام صدق دعا البرايا

بالذكر والبيض والصعاد

وشمس حق به محونا

غياهب الشرك والعناد

وغيث جود به علونا

على علا السبعة الشداد

وليث حرب به كففنا

صوائل العتل العوادي

ما أم صفا إلى قتال

إلا له أدبر المعادي

ولا انتضى السيف يوم حرب

إلا له خرت الأعادي

صلت ظباه على عداه

صلاة حتف لدى الجلاد

وسلم الصحب حيث تحى

رغما لأناف من بعادي

يقود جيشا كاسد غاب

على جياد كريح عاد

يرفض بأسا ومن عجيب

ركوب أسد على جياد

من كل شهم إذا ترى ما

في خوّة الحرب للطراد

حسبت سهما رماه رام

من كيد قوس على سداد

هم هم السحب في العطايا

هم هم الشهب في الجهاد

غيوث سلم ليوث حرب

رؤوس حي صدور نادي

من مثل شيخ التقى المعلى

أو عمر المرتضى العماد

أو مثل عثمان ذي المعالي

أو كعليّ الفتى الجواد

أو مثل عميه أو بنيه

أو مثل أزواجه الهوادي

أو مثل أصحابه السوامي

السادة الرحم الشداد

من ذا يحاكي سنا علاهم

في العلم والحلم والجلاد

أم كيف يحكون في اعتلاء

هيهات ما الزهر كالقتاد

دعاهم من علاه داع

فاتبعوا منه خير هادي

أقسمت من بونه بنون

ومن سنا ثغره بصاد

لو أن الأفلاك والأراضي

صيّرن سنا ثغره بصاد

لو أن الأفلاك والأراضي

صيرن كالصحف في امتداد

والنبت الأقلام والقوادي

وكلما سال كالمداد

والخلق طرا على التوالي

تسرع في الكتب باجتهاد

وتجمع الوصف باكتتاب

من مبدي الأمن للتنادي

لما حووا عشر عشر وصف

خصّ به سيد العباد

وكيف يحصون وصف بدر

خصّصه الله بازدياد

وزاده عنوة ونصرا

بآي فتح وآي صاد

أيحصر العد قطر ماء

أم تنحصي عدة الجراد

أم يضبط الرمل والمواشي

بكيل صاع وحصر عادي

الحقّ باد وليس يخفى

إلا على أكمه معادي

لكن تطفلت في مديحي

على فتى الجود ذي الأيادي

حاشاه أن يحرم امتداحي

من نيله الفائض المراد

أو يرجع المدح فيه كلا

وهو فتى عرب كل وادي

وحق عينيه والمحيا

لا حال عن حبّه اعتقادي

ولا أرجي السوى وحسبي

أن علاه هو اعتمادي

ولم أزل باسمه أنادي

في كل واد وفي كل نادي

حتى أنادي بضوت بشر

من وجه خير لدى سعاد

هلم يا ابن الخلوف وابشر

بخير مأوى وخير زاد

لقد جعلناك في الموالي

وقد حموناك بازدياد

وقد كسوناك من رضانا

ملابس القرب والوداد

فقرّ عينا وطب فؤادا

بنيل ما رمت من مراد

يا رب فاقبل ولا تخيب

فأنت غوثاي واعتمادي

ومن بالعود عن قريب

لطيبة أشرف البلاد

وارحم خضوعي واختم بخير

إذا دعي العبد للمعاد

وانصر لوا عبدك الموفى

عثمان ماحي دحى الفساد

وانصره وانصر به جيوش الا

سلام واكفف به التعادي

وكن له حافظا معينا

ورقة شر كل عادي

واحرس حمى عبدك المرجى

المسعود غيث الندى الجواد

وأسعده واسعد به الرعايا

واحفظ علاه التمادي

وجازه بالجميل عنا

وامحق بأسيافه الأعادي

واحصد عرى الكافرين وانصر

حماة الإسلام بالصعاد

وارحم شيوخي وجد عليهم

بوبل عفو حكي العماد

واصفح عن الوالدين واصلح

بفضلك المرتجى فسادي

ووف ديني وصن بنيي

وجاز الإخوان بالسداد

وجد على المسلمين طرا

بالعفو يا مالك العباد

وصل تعترى على المفدى

السيد الكامل المراد

والصحب والآل والموالي

والتابعين منهج الرشاد

ما ناح في أيكه حمام

هيجة باسم القواد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة