عدد الابيات : 106

طباعة

أحبك حب هيمان بواد

شريد تطلب للماء صادي

أحبك يا حبيب وأنت مني

بمنزلة السويدا من فؤاد

وقد أسكنت حبك في السويدا

كسكنى نور عيني في السواد

فأنت ضياء إنساني وقلبي

وأنت عماد روحي واعتمادي

وأنت قوام جثماني ومعنى

وجوديّ المبين سنا رشادي

اشاع الناس أن هواك شاني

نعم صدقوا وديني واعتقادي

ولو علموا بأنك عين قصدي

وغاية ما أرجّى من وداد

لقالوا إنني عبد لطه

وحسبي أن يكون لك استنادي

وهل يخفى عليهم سر حب

به يحدو المطايا كل حادي

ولم لا يشعرون بحب صب

يهام شعره في كل وادي

أيخفى الطرس أسرادا حواها

وسر الطرس في العنوان بادي

أيخفي الغيم لمع البرق فيه

أيخفى المسك تحمله البوادي

فحبك شرعتي وثناك ذكرى

وذكرك مشربي وهواك زادي

ومدحك كعبتي ومطاف قلبي

ومشعر موقفي ومنى امتدادي

وركن توسلي ومقام نسكي

وحجر تلطفي وصفا ودادي

فلا عتب علي ولا جناح

فقد أصبحت مبتول الفؤاد

ولا عجب إذا نادى لساني

بحب محمد في كل نادي

ففيه محبتي وإليه أمري

ومن تطلبي وله اعتدادي

رسول جاءنا بكتاب حق

فأصلحنا به بعد الفساد

حبيب الحق تاج الرسل طه

إمام الخلق شمس ضحى الرشا

خصيب الرحل مخمود السجايا

مزيح المحل مشكور الأيادي

تسنم ذروة العلياء لما

دعاه لارتقا العليا المنادي

وسار على البراق إلى معال

تبواها على وفق المراد

وقد رفعت له الحجب اعتناءه

ونادته الإشارات البوادي

وداس بنعله البسط احتفاء

وأجلس فوق مرتفع المهاد

وكان كقاب أو أدنى اقترابا

على غيظ المغاشي والمعادي

وشاهد وجه مولاه كفاحا

وأنبأه باسرار المعاد

وناداه تقدم يا حبيبي

وزد قربا فسري فيك بادي

وقل يسمع وسل تعط الأماني

وقم واشفع تشفع في العباد

دعانا فاتبعنا خير داع

هدانا للسعادة منه هادي

وأحيا ملة الإسلام لما

أقام رسومها بعد انهداد

وذلل ملك كسرى بعد عز

ومزّق فارسا تمزيق عاد

وغور ماءهم بعد انفجار

وأخمد نارهم بعد اتقاد

وبدر الأفق شق من التداني

وجذع النخل حن من البعاد

ووقته الغمامة حر شمس

وجاءته بقطر مستجا

وعين قتادة قد ردها إذ

هوت كيد ابن عفرا في الجهاد

وشق خبيب أبراه بنفث

كرجل عتبك أو كفتى معاد

وصدق قوله الحيوان حقا

وخاطبه النبات مع الجماد

وفحل الغاب جاء إليه طوعا

وخاطبه وأذعن بانقياد

وضرع الشاة در له حليبا

ولم يك بعد حمل من سفاد

وفي يده العصا انقلبت حساما

وفيا سبحت حصبا الوهاد

ومنها أنبع الماء احتسابا

ليروي من ظماه كل صادي

وكم حلى بنفثته زعاها

كما وقى بها طعن الصعاد

وكم عافى بها داء عضالا

كما وهى بها حزب الأعادي

وكم أغنى بدعوته فقيراً

كما أغنى بها من كيد عادي

وكم روى الألوف بفضل ماء

كما كف الألوف بفضل زاد

إذا نظر الوفود إليه قالوا

أليت الأدام غيث الأيادي

وإن صرخ الندا وأجاش نادوا

أقطب الحرب أو غوث المنادي

وإن جال الطغاة بدار حرب

ونادى الرمح حي على الجهاد

أقام البيض عنه إذا تداعوا

يوبخهم بألسنة حداد

أطالب شأو ذلك المجد أقصر

فما ترقى المعالي بالعناد

ولا حسن اللآلىء في المثاني

ولا زين المواضي بالنجاد

ولاحظ الأقاصي كالأداني

ولا سكنى العوالي كالوهاد

ولا نور الأضاحي كالدياجي

ولا نور الأقاحي كالقتاد

ولا نشر البنفسج كالخزامى

ولا ماء الجداول كالغوادي

تلوذ بمجده العليا فتزهو

بأكرم مستزاد مستعادي

وأروع مستجاش مستهاب

وأبدع مستزاد مستفاد

هلال صباحة وسما سماح

ومعقل سؤدد وعلا طراد

يؤمّ صحابة أحنوا عليه

يفدوه ويالك من تفادي

كأنهم نجوم حول بدر

جلت أنواره ليل الأعادي

أو الآساد يقدمهم هزبر

شديد الباس رحب الكف هادي

حلفت لمن يرى أحصى علاه

وما أوتيه من فضل الجواد

إلية صادق بر محب

تظاهر أعتقاد واجتهاد

بما في الكتب طرا من كلام

وما في اللوح من نور وصادي

وما في الإسم من سر ابتداء

وما في الفعل من حال المعاد

وما في الحرف من منعى أنارت

به الألوان من بعد سواد

ولو أن الأرض والأفلاك طرا

صحائف قد أمدت باعتداد

وجمع النبت أقلام وماء

السحائب والأراضي كالمدا

وكل الخلق كتاب سراع

من المبدا إلى يوم التنادي

لما نفدت معاني الله في من

حباه الله فخرا بازدياد

وكيف نعمه أوصاف شاد

وفضل الله خصذصه بصادي

أيحصى الترب والحصبا بعد

أيحصى النبت أو قطر الغوادي

أتنحصر البحار بكيل صاغ

أيحصى العد أعداد الجراد

أينضبط الوجود وما حواه

بباء أو بعين أو بصاد

محال أن تبوا بوصف سر

بداه الله نورا للرشاد

ولكني طفيليّ وحسبي

مناخ مطيّتي بفنا جواد

وترداد بمدح جاء يدني

بإخلاص وحب واعتقاد

فحقق فيك آمالي ووفّر

صلاة مدائحي وأنل مرادي

فلست على سواك أرى اقتصارا

ولست إلى سواك أرى استنادي

وحاشا أن يضلّل سعي مدح

تردّد بين مهدي وهادي

فحسبي أن وصلت لباب عز

بذل وافتقار وانفراد

ويكفي أن شكوت إلى كريم

قصور مطيتي ونفوذ زادي

فيا الله يا مولى العطايا

ويا بابا في السماء بلا عماد

بما في الذكر من كاف وهاء

ومن ياء ومن عين وصاد

وما في اللوح من قول قديم

تنزّه عن حدوث وانتقاد

وما في العرش من معنى بديع

وما في الكون من خاف وبادي

وبالألف الممدد كل حرف

وبالأمين والهاء والمحادي

أجرني من عذاب الدين واصلح

شؤوني واكفني شر المعاد

ومن بعودة للحج وآمنن

بزورة طيبة خير البلاد

ونوّرني بإيمان ويمن

ودبر مدتي بيد السراد

وتوّجني بتاج العلم واجعل

مهاد البر والتقوى مهادي

وكن لي في حياة ثم موت

وفي ظلم اللحود وفي معادي

وأيد ملك عبدك خير وال

أبي عمر والإمام المستجاد

وأيده بفتح وانتصار

وعزّ في البلاد وفي العباد

وصن برماحه العليا ومهد

بصارمه الحواضر والبوادي

ووقفه وعامله بحسنى

وكن عونا له يوم التنادي

وسدد عبدك المسعود واسعد

بطلعته الروائح والغوادي

ونوّله السعادة وآولته

بفضلك ما يرجى من مراد

وعامله بخير واعف عنه

وعاف علاه من شر الأعادي

ويسر أمره وأفض عليه

مواهب مؤذنات بازدياد

وجاز آبن الخلوف بما يرجى

من الفضل الجزيل المستزاد

وسامح ومالدي وجد بعفو

عن الأشياخ آباء الرشاد

وسرعبلهم بثوب الحلم واحرس

بني وإخوتي من كل عادي

وكن للمسمليمن وجد عليهم

بجود مستجاد مستعاد

وصل على نبيك ما استهلت

لضحك البرق أجفان الهوادي

ووال على الصحابة خبر سحب

تعم المؤمنين من العباد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة