الديوان » السودان » التجاني يوسف بشير » اسف مر وآهات أمر

عدد الابيات : 48

طباعة

اسف مرّ وَآهات أَمر

وَالتِياع مَلأ القَلب شَرر

وَعَصيّ مائر مُنهَمر

يَتَدلى زمراً بَعد زمر

كَم عَظيم مَشَت الدُنيا بِهِ

في جَلال وَمَشى فيهِ القَدَر

زَهَت الغَبراء مِن وَطأَتِهِ

وَنَهى ما شاءَ فيها وَأَمَر

فَإِذا ما اِنقَضَ عَن آخره

قَضي الأَمر عَلَيهِ فَاِندَثَر

اِنظُر الأَيّام في دَورَتِها

نَظر الثاقب رَأياً وَفكر

وَاِعرض الأَمس وَأَمسا قَبلَهُ

وَتَقَلب بَينَ أَحضان العَصر

تَجد الأَيام في كَثرَتِها

اخوات بَعضها شبه الأَخر

لَيسَ إِلا صُورة واحِدَة

كَررت حَتّى تَراءَت كَالصُور

هِيَ كَف الدَهر وَالدَهر بِها

يوسع الغادة أَخذاً بِالطرر

أَسرَعَت دُون عَليم فَمَضى

مُسرِعاً دُون سَميكات الستر

لَفَهُ المَوت عَلى مدرجة

وَرَماهُ الدَهر في كَف الغَير

خَفَقت أَفئدة وَاِضطَرَبَت

يا لِهَول اليَوم أَكباد البَشَر

كُل مَن قيلَ لَهُ ماتَ اِنزَوى

يَعصر القَلب بِكَف مِن حَجَر

لا يَقوم الدَمع بِالدَمع لَهُ

كَيفَما اِنسابَ وَمَهما يَنهَمر

أمة تَفقد فيهِ امة

وَبِلاد ثَكلت مِنهَ الأَبَر

شاعر الفُصحى وَما عودَها

هَذر القَول إِذا عَمَ الهَذر

يَنفث السحر وَمِن مَنطَقه

طالَما اِهتَزَت مُتون وَغَدر

وَصَحافي مَشينا خَلفَهُ

وَاِقتَفَينا في المَواضيع الأَثَر

كَتم كَالآي في مَقطعها

صَعبها سَهل وَمَبغاها عسر

أَحكَمت رَصفاً وَمَعنى مِثلَما

أَحكم البناء مَصقول الجدر

تَتَراءى كَشُعاع مُدمن

قُدرة اللَه عَلى سَطح الزبر

إِنَّما مَوت عَليم عظة

لَيسَ كُل المَوت لِلناس عبر

أَيُّها الثاوي عَلى بلقعة

وَالمَواري بَينَ هاتيك الحُفَر

أَينَ صَوت سامهُ المَوت البَلى

وَيَراع بَينَ كَفيك عَثر

جَره المَوت عَلى شقته

فَتَثنى عَلى الأُخرى اِنكَسَر

كُنت يا بن النَفر البيض فَتى

جاءَ لِلكون بِهِ أَي نَفَر

عَزمات دُونَها بَرق الدُجى

وَمَضاء دونَهُ لَمح البَصَر

لَكَ آثار النَبيين الأَلى

مَلأوا العالم ذِكرى وَأَثَر

أَنتَ سباق وَلَكن لِلعُلى

أَنتَ جَبار وَلَكن في الفكر

أَنتَ باق خالد مدكر

حَيث لا تَبقى مَع المَوت الذكر

رَفَعته الناس في هاماتهم

وَاِعتَلى عَرش حَياء وَخَفر

عَبَثاً حُلول أَن يَخفضه

مُقذع القَول وَوضاع السَير

كُلَّما مَدَ يَداً رَعاشة

نَحوَ ذاكَ العَرض شاكَتها الإِبَر

إِن أَحرى الناس بِالخُلد الألى

وَهَبوا العلم شَباباً وَكبر

أَخلَصوا السَعي لَهُ وَاِستَنزَفوا

كُل ما في ذرعهم مِن مُصطَبر

قُم عَليم انظُر نَفاثات الأَسى

كَيفَ تَشتَق وُروداً وَصَدر

تَوسع الأَفكار قَتلاً كُلَّما

جالَ بَعض الشَيء مِنها وَخَطَر

هَذِهِ عِبرة خِل صادق

في وِداد وَالاخلاء غَدر

عَصر القَلب مَلياً فَأَنى

بِالَّتي تَعثر في ثَوب الحَصر

كَم وَفي لَك لا يَلوى عَلى

زَخرف السَلوى وَيَأبى أَن يَسر

يَلبس اللَيل وَأَما سَطَعت

غرة الفَجر فَسَوداء الحبر

يا لِودي لَكَ ما أَعجبه

مِن وِداد لَم يَطُل حَتّى قَصر

شَد ما كانَ رَهيباً إِنَّما

طَوي اليَوم وَبِالأَمس نَشر

أَنتَ في ذمة مَن صاغَ الوَرى

وَتَعالى عَن ذُهول وَخور

نَحنُ أَودعناكَ في جَوف الثَرى

وَدفناك عَلى ظَهر القَمَر

فَوَداعاً لِلمعالي لِلنُهى

لِلغَوالي مِن قَوافيك الغُرر

الوداع اللانهائيّ وَفي

كنف اللَه وَفي حفظ المَقَر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التجاني يوسف بشير

avatar

التجاني يوسف بشير حساب موثق

السودان

poet-al-tijani-youssef-bashir@

50

قصيدة

395

متابعين

التجاني يوسف بشير،شاعر سوداني والملقب بشاعر الروح والوجدان والخلود،ولد التجاني عام 1912م ،في ام درمان، صاحب ديوان شهير في بلاد السودان بعنوان اشراقة، من بيت دين مشهور بالكتياب، وهم ينتسبون ...

المزيد عن التجاني يوسف بشير

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة